رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

 انقطعت صلتى بها منذ أن طلقت أمها. بهذه الكلمات غير المسئولة من شخصية بلا قلب أدلى الاب بشهادته اثناء سماع اقواله فى قضية تعذيب الطفلة امنية، إنها جملة تحمل كل معانى العقوق الابوى وموت القلب ،وكأنه ينفى صلته مثلا ببنت الجيران وليست ابنته، ياالله ماهذا.. دا كلام بجد، ولا شريعة الغابة ،لقد ترك الاب فلذة كبده مع امها بعد أن طلقها وتزوج بأخرى، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل وتزوجت الام ايضا ونسي الابوان امام البحث عن اسعاد نفسيهما أن هناك طفلة تحتاج لكل دقيقة من وقتهما للانفاق عليها وتأمينها من فواجع الحياة وقسوتها، بل تركوها تكابد قسوة الحياة بمفردها.

إن هذا الاب لو كلف خاطره ومارس أبوّته حتى ولو بالسؤال على ابنته ومتابعتها حتى أثناء تكبدها عناء الخدمة فى منزل فارقته الرحمة وملأته القسوة والوحشية والتوحش ،ما تعرضت الطفلة لكل هذا التعذيب الوحشى.

إن هذا الاب على الرغم من عدم مشاركته فى اركان هذه الجريمة الوحشية التى كانت ابنته ضحيتها تظل مسئوليته قائمة حتى أمام الله ولو أنه كان ينفق عليها ولم يتركها مع زوج امها وأمها التى اصبحت غير متفرغة لها لكان رحمها من براثن من خدمتهم  فكان جزاء الطفلة جزاء سنمار ،فالأب ملزم شرعاً بالإنفاق على أطفاله لضمان رعايتهم وسلامتهم.

ففى قضية تعذيب الطفلة امنية نجد أن جميع طرق التعذيب التى مورست على جسدها الصغير الذى اصبح واهنًا تنبئ عن جحود فاعله ،وأنا هنا لا أتناول أى شىء عن التحقيقات رغم ما نشرته من بيانات صادرة عن مكتب المستشار حمادة الصاوى النائب العام وتناولت كل المستجدات فى التحقيقات وحبس المتهمين، ولكن استرعى انتباهى وتوقفت أمام اقوال والد الطفلة المجنى عليها الذى كشفت اقواله حالة اللامبالاة وعدم المسئولية والتفسخ بما تحمله الكلمة بأسوأ معانيها.

فقد قال فى أوراق التحقيق ما يندى له جبين الانسانية، وجاءت إجابته وكأنه يتحدث عن كائن لا يعرفه وينفى علمه وصلته به، واتهم والدةَ المجنى عليها بالإهمال فى رعايتها وتعريضها للخطر بتشغيلها خادمة دون علمه. فيما اكدت الام علمه بعمل الطفلة . لقد كان الضرب والحرق والإهانة، نصيب طفلة كانت جميلة جدا مثلما تنطق صورتها بجمال الطفولة قبل التعذيب الذى استخدم فيه الجناة كل ذلك بل وتمادوا فى تعذيبها بتعدى المتهمة صاحبة المنزل على الطفلة بأن سكبت عليها منذ أيام وهى عارية ماءً مغليًا، بأن أحضرت زيتاً مغليًا أوهمتها أنه مادة لمداواة حروقها فوضعته على جسدها، وتفاقمت حروقها وإصاباتها.

 يارب من هؤلاء البشر وهل هم بشر بحق، أم هم وحوش ضارية وأين كان عقلهم؟ ان هذا الحادث ليس وليد اللحظة لنقول انها لوثة عقل، لا بل كل يوم يتفننون فى تعذيبها بشكل يختلف عن اليوم السابق لتعذيبها ،وامام تلك الجريمة أعلنت النيابة العامة عن تصديها بحسم لمثل هذه الجرائم، وإنفاذ ما نصَّت عليه نصوص القانون من حظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم السن المقررة بجواز تشغيلهم قانونًا، أو تعريضهم للخطر أو استغلالهم بأى صورة من صور الاستغلال. ونسبت النيابة للمتهمين معذبى الطفلة اتهامات تعريض حياة الطفلة للخطر واستغلالها استغلالًا اقتصاديًّا، وجريمة الإتجار بالبشر المثارة بالأوراق. ومازالت التحقيقات مستمرة وبانتظار التقارير الطبية لتحديد العاهات التى أصابت الطفلة وعما اذا كانت مؤقتة أو مستديمة ،وانا أدعو لها الله أن يشفيها جسديا ونفسيا ومعنويا ويحنو عليها الدهر بأناس يحتضونها غير كل هؤلاء الذين رموها فى غياهب القسوة والتعذيب.