رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

قِلة الأصل، هل صادفت فى حياتك قليلَ الأصل؟ وهل أحسنتَ إلى أحد فوجدت أنه يقابلك بالإساءة والأذى دون أن تسبب له أيّ أذى فى كل ما مرّ من حياتك؟ هل قدمت معروفًا لبشر دون مَنّ ولا أذى ثم فوجئت بكَمٍّ من الحقد والحسد يملأ قلوبهم ضدك، إن آفة الحقد قاتلة، وقديما قال الشاعر:

اصبْر على كيد الحسود فإن صبرك قاتلهْ

فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكلهْ

لماذا ينقلب الصديق وهو أعلم بالمضّرة فتتفاجأ أن من أحسنت إليه انقلب عدوًا لك.. هل ذلك يعود إلى طبيعة البشر الذين تظن أنهم طيبون، وأن الشر الكامن من وراء أقنعتهم التى هى أشد إحكامًا من أقنعة كورونا يملأ قلوبهم فأعمى بصيرتهم فنسوا مَن أحسنَ إليهم فأنالوه شَرّهم وبُغضهم، هل كان أبو العلاء المعرى مُحقًّا عندما قال:

فظُنّ بسائر الإخوان شرًّا

ولا تأمنْ علَى سِرّ فؤادا

فلو خبرتهمُ الجَوْزاء خبري

لما طلعتْ مخافةَ أن تُصادا

و«الجوزاء» أحد أبراج السماء التى لو عرفت حقيقة الناس- على حد قول المعري- لما طلعت مخافة أن يصيدوها!

هل قِلة الأصل مرض نفسى يحقد صاحبُه على من يُحسن إليه ولا يودّ رؤية نافِعه؟ هل هذا يعود إلى خلل فى البصيرة وإلى اضطراب نفسي، هل هؤلاء من صنف: إذا أنت لم تنفعْ فَضُرّ فإنما يُرجَّى الفتى فيما يضرُّ وينفع

ألم يتدبروا قوله تعالى: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» فى التاريخ قصص وعِبَر من هؤلاء قليلى الأصول.. وكان كبارنا يقولون لنا منذ الصغر «عَ الأصل دوّرْ» وهذا المرض موجود فى الرجال والنساء، وقليل من يبرأ من هذه العلة التى فى حَوْج إلى دراستها من قِبل علماء الاجتماع وعلماء علم النفس.

فى حياتى صُدمْت أحيانًا بمن كنت أحسبه صديقًا ولم آخذ بنصيحة المعرى رغم أن المعرى كان صديقى فى الدكتوراه، كانت المفاجأة أكبر من أن أستوعبها وأن أتحرّى دوافعهم لكنها فجورُ النفس ووضَاعة الأصل سلّمنا الله مِن هذا وذاك، ورحم الله من نصحنى «عَ الاصل دوّر» و«اتق شرّ من أحسنت إليه»

خاتمة الكلام:

قال الشاعر أبوالحسن التهامى:

إنى لأرحمُ حاسدِيّ لحَرّ ما

ضّمتْ صدورُهمُ من الأوغار

نظروا صنيعَ اللهِ بي، فعيونُهْم

فى جنةٍ وقلوبُهم فى نارِ

[email protected]