رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ونحن نواجه الكثير من التحديات بصلابة وتحقيق نتائج إيجابية تشى بحالة من التجاوز لأهم تلك التحديات المتمثلة فى إعلان حروب نفسية فى الداخل والخارج بشائعات ممجوجة تزرع الفتن وتزعزع الثقة بين الناس وولاة الأمر والإدارة ، ينبغى ألا ننشغل سوى بالمزيد من العمل والإنجاز وتحقيق نتائج إيجابية على الأرض ..

ولعل إطلاق النكات التى تحمل فى طياتها الإشاعات ليس بالأمر الجديد على شعبنا ..ومن أقدم الشواهد وأكثرها سطوعًا على استخدام سلاح النكتة بوصفها أسلوبًا من أساليب الإشاعات للإطاحة برموز السلطة ، سيل النكات التى أطلقها المصريون لإظهار المعارضة للحاكم ( بأمر الله الفاطمى ) الذى كان شديد المحافظة إلى حد أن هذه النزعة طغت على الحريات الشخصية ، فمنع النساء من التجول فى الأسواق ، وأمام المساندة الدينية تحول إلى تقولات شعبية بتحريم الخليفة لأكل الملوخية مثلاً ، وكذلك شخصية الوزير ( بهاء الدين قراقوش ) وهو من الشخصيات التاريخية الفذة التى طغت عليها صورة ساخرة افتعلتها يد أديب من أدباء المعارضين له وهو ( ابن مماتى ) الذى ألف له كتابًا أسماه ( الفاشوش فى أحكام قراقوش ) استطاع بواسطته مسخ شخصية الوزير قراقوش بالشكل الساخر الذى نعرفه عنه الآن .

وقد شهدت التجارب المعاصرة وبالذات العدوان الثلاثى عام 1956 ، صورًا متعددة للمحاولات الاستعمارية لمسخ الصورة القومية لقيادة ناصر سواء بابتكار نكات جديدة أو باستعمال نكات عرفتها الحروب العالمية السابقة مع بعض التحوير فيها ..

تقول الدكتورة «حميدة مهدى « الأستاذة بجامعة بغداد أنه  ليس مهمًا أن تكون الإشاعة مرتبة ومحكمة ، ولكنها فى بعض الأحيان قد تنطلق على شكل نكتة عابرة وفى الحقيقة تكون مدبرة ومقصودة لترتيب أوضاع فى غير صالح التوجه العام ، والفكاهة من آخر الوسائل المؤثرة فى الناس لأسباب عديدة ، فالنكتة تؤدى الغرض الذى يريده الأعداء ، بطريقة لطيفة متضمنة طابع التشويق والإثارة ، ويرتاح لها السامع والمتحدث ولا يعترض عليها السامع والمتحدث ، وهى ترسخ فى الأذهان ، ولا ينساها السامع أو المتحدث بسهولة ، وبهذا تكون آثارها قوية ومستمرة وتكون أيضًا مصدر لنكات أخرى ، فالنكتة السياسية إذن كما أشار ( هانس يوخيم كام ) فى كتابه « نكات الهمس فى المملكة ( الرايخ ) الثالثة « على أنها مقاومة بكل معناها فهى أى النكات كأسلوب لنقل التقولات والإشاعة تبتغى التنديد به وجعله أضحوكة وبواسطتها تتم تعرية جزئية لقوة الشخص الهدف ، فتعرية الشخص تُنقص من هيبته ، والاتحاد بين التقولات والنكتة يحتاج فقط إلى تحديد ، ثم تجرى التقولات والنكات التى توفر بدورها إدراكًا ما كان مستورًا من قبل مثلما تساعد أو حتى إلى إزالة الخوف .. مثل الخوف من أجهزة السلطة ( الدولة والكنيسة ومختلف أنواع السلطة والنفوذ) وتعمل على الإقلال من احترام غير المرغوب أمام الشخصيات المزعومة ..

 mailto:[email protected]