رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

 

زرت بيروت مرات كثيرة، للبنان نكهته الخاصة وجماله الأخّاذ وفى أول زيارة لى للبنان قبل سنوات عديدة نزلت ضيفا على جامعة عريقة ببيروت ولفت نظرى مقولة لرئيس هذه الجامعة «لدينا 19 كلية و20 عميدًا» وهنا قاطعته: كيف؟ فقال: العمداء بالمحاصصة أى لكل طائفة حصة من الوظائف الكبرى ومنها عمادة الكليات فوزعوا الكليات على الطوائف فتبقت طائفة دون عميد فعيّنوا لها عميدًا دون كلية!

وأظن أن هذا هو سبب معاناة لبنان حتى اليوم فكل طائفة لها وظائفها الكبرى والصغرى، صارت الدولة دويلات وجد حزب الله فى هذا المناخ السياسى ضالته حيث انشغلوا بالمعارك السياسية وانشغل حزب الله بتسليح شبابه، وكم فوجئت ذات زيارة عندما خرجت من مطار بيروت لأجد صور خومينى على جانب الطريق معلقة فوق كل أعمدة الكهرباء اليمنى وعلى الجهة اليسرى صور خامينى وظننت أن الطائرة حطّت بى فى طهران أو مدينة قُم الإيرانية.

ولعل هذا ما جعل حادثة مرفأ بيروت تنكأ جرحا غائرا فى نفوس اللبنانيين كلهم؛ كيف لفصيل أو حزب أو مذهب يسلّح نفسه خارج مؤسسة الدولة ويبدو كأنه دولة داخل دولة، أظن أن هذه الانفجارات سواء كانت ناتجة عن هجوم خارجى أو إهمال داخلى أو إشعال متعمد فلبنان بعده ليس لبنان قبله، وعلى المحاصصة أن تختفى حتى نرى لبنان العربى دولة واحدة وشعبًا واحدًا، لقد أدمى قلوبنا جميعا هذا الانفجار لكن لبنان قادر على استيعاب الدرس والقيام من جديد بدوره العربى والثقافى فى المنطقة، ولعله درس للمصريين أيضا عندما حاول فصيل أن يخطف الدولة وأن يسخر إمكاناتها لمصالحه فعيّن كل الوظائف العليا من أعضائه ونسى باقى المصريين، ولعل مآله يكون درسا لمن يفكر فى تفتيت وحدة المصريين، بيروت: قلوبنا معك.

خاتمة الكلام:

كلُّ رملٍ تذكارُ ماءْ

كل حرفٍ مِداد ياءْ

كل حاءٍ مقرونُ باءْ

كل ليلٍ إلى ضياءْ

كل بُعد إلى لقاءْ

كل بدءٍ إلى انتهاءْ

كل حيٍّ إلى فناءْ

[email protected]