رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

ما بين الخريف العربى الذى انتهى وما بين الربيع الامريكى الذى بدأ منذ عدة أيام، مسافة 9 سنوات مضت لتعيد المظاهرات التى اجتاحت أمريكا إلى الاذهان نفس المشاهد الدموية والتخريبية والارهابية التى اجتاحت معظم بلدان الوطن العربى وأطاحت بحكومات، وخربت اقتصاديات دول وقلبت الموازين السياسة والعسكرية فى دول عربية كثيرة، وما زال الوطن العربى يئن جسده من جراء تلك العورات المسماة بثورات الربيع العربى التى اجتاحت بلاد العرب، لتدور عجلة الزمن وبعد مرور 9 سنوات حدث ما لم يتوقعه احد .

فقد اجتاحت أمريكا مظاهرات عنيفة عقب مقتل الامريكى الأسود غير المسلح ذو الجذور الافريقية جورج فلويد او بوعزيزالغرب على أيدى الشرطة الامريكية خلال توقيفه ليسقط قناع الديمقراطية التى كانت تتغنى بها أمريكا وازاح الستار عن اكذوبة كبيرة اسمها ديمقراطية الغرب وهدمت مايتشدق به الغرب من شفافية التعامل الحكومى بالغرب مع مواطنيهم،  بل وكشفت المظاهرات إلى قام بها ملايين المواطنين الأمريكان من الهمجية التى يرتكبها المتظاهرين وابتعادهم عن السلمية تماما، وكذلك حسبما ما تناقلته وشاهدناه عبر القنوات الفضائية من أعمال تخريب وسلب ونهب للمتاجر والمؤسسات والسيارات اثناء مظاهراتهم المنددة بوفاة الأمريكى الأسود جورج فلويد على يد الشرطة، فى بروكلين فى الـخامس من يونيوفقد تبين انهم لم يختلفوا عن همجية وحماقة متظاهرى الخريف العربى.

 كما كشفت الاحداث عن تجاوزات الشرطة هناك بعد ان تبين قيام شرطى بالضغط بركبته لنحو تسع دقائق على رقبة فلويد الذى كان يستغيث، بل لم يقتصر الامر على ذلك لكننا رأينا استخدام الشرطة الامريكية للقوة فى مواجهة المتطاهرين . على الرغم من اعتذارهم فى بادئ الأمر عن حادث فلويد،  وامام كل ذلك لم نجد للمنظمات الحقوقية او منظمات المجتمع المدنى اى وجود وظللنا نتابع ونبحث عنهم فى الصور والمشاهد والصحف فلم نجد تنديدا واحد لما حدث فى بلاد الديمقراطية الزائفة ولم نجد تصريحا ناريا مثلما اطلقوهم على بلادنا اثناء الخريف العربى ولم نجد من يطالب بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين او التنديد بعنف قوات الشرطة فى مناطق متفرقة بولايات مختلفة هناك أو ضد ما قامت به قوات الأمن هناك من اطلاقها كرات الفلفل وقنابل الدخان لتفريق المتظاهرين المسالمين فى واشنطن.

كما لم نجد لتلك المنظمات أدنى صوت لمطالبة السلطات بضبط النفس وغير ذلك من مطالبات، لكنهم اختفوا تماما من مشهد التظاهرات، إن هذه الاضطرابات المدنية التى اندلعت احداثها فى أمريكا منذ اسبوعين لم تشهد لها الولايات المتحدة مثيلاً منذ اغتيال القس مارتن لوثر كينغ جونيور، الناشط السياسى عام 1968، ما ادى إلى اندلاع تظاهرات حاشدة فى عواصم أوروبية، فحتماً طباخ السم سيذوقه.