رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

الحمد لله والشكر لله حل علينا رمضان وأوشك أن ينتهى ولم تتعرقل أركانه خاصة الصوم فى ظل انتشار فيروس كورونا المسمى بالجائحة الجامحة،  ونحمد ربنا أن من علينا بصيامه وقيامه ولم يحرمنا من ذلك لقد أتانا هذا الضيف العزيز على صورته التى اختلفت عما كانت عليه من قبل طوال قرون عديدة، بعد ان فقد الجميع الامل فى صيامه او عدم بلوغ وقته الغالى وتشريفه لنا،  ورفعنا اكف الضراعة المصحوبة ببكاء هستيرى من الجميع رجالا وإناثا داعين المولى ان يبلغنا الشهر الكريم وان يتم الاعلان عن صيامه  فى ظل هذه الجائحة الشعواء.

 غير أن حالنا وحال مستقبليه غير حالهم من قبل، لقد وفد إليهم فى ظل جائحة جاثمة فوق الصدور والاعصاب،  كدرت صفو الجميع،،  حتى أصبحنا كأن على رؤوسنا الطير، لقد هل علينا هذا الشهر المبارك على حال لم نعهده من قبل،  فهذه جائحة حالت بين اطياف العالم وبين ما عهدوه فى عباداتهم وأعمالهم واقتصادهم وحالهم وترحالهم.

وأوضحت لنا اننا كنا فى غفلة بالغة عن النعم الدينية ونفحاتها التى من علينا بها ربنا،  إن مثل تلك الجائحة ستوقظنا من غفلتنا لقد اتى إلينا شهرنا المعظم هذا فى زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى كفكفة دموعنا واستجماع قوتنا، ولمّ شعثنا وشملنا التى فرقته الجائحة حتى أصبح التزاور بين افراد الاسرة الصغيرة بمثابة كارثة ويحتاج إلى رفع حالة الاستعداد القصوى بين القادم والمستقبل فى المنزل الواحد. بل ورفض الجميع ان يكون عازماً أو معزوماً خشية هذا الوباء الفتاك.

 لقد انتظرنا شهر رمضان كعادتنا بلهفة المشتاق وفجأة وبدون مقدمات انقلبت الدنيا رأسا على عقب وتبدل حال العالم للأسوأ وتاهت المعالم وكأن الجميع ركب فى مركبة واحدة ودخلوا جميعاً نفق مظلم وتحطمت الآمال والجميع يتبادل نظرات الضياع والدخول فى متاهات لا يعلم مداها او الخروج منها الله سبحانه وتعالى،  وعندما توغل الفيروس ونهش اجسام المئات بل الملايين اضطرت الحكومات على مستوى قارات العالم إلى إغلاق دور العبادة،  وتواكب هذا مع اقتراب قدوم رمضان بدأ الخوف يدب فى النفوس ويلهب القلوب خاصة ان الجميع انتظر الشهر الفضيل على أحر من الجمر فهو الشهر الذى تتوحد فيه القلوب على انتظاره ليجعلوا منه شهر ذكر وعبادة وصدقة وقراءة وإنابة، ملحين فى دعائهم لربهم أن يعجل لهم بكشف هذه الغمة، وأن يخلفهم فيما فقدوه خيراً، ويجعل ما أصابهم طهوراً لهم ويرفعهم درجات، وعظة لهم وذكرى.

لقد جعلت هذه الجائحة قلوبنا وجلة إلى ذكر الله وأصبح الجميع باختلاف ديانتهم يدعون الله ويتوجهون بأنظارهم إلى السماء داعين الله ان يزيح هذه الغمة وازداد الخوف من ان تحول هذه الجائحة بيننا وبين صوم رمضان مما جعل دار الافتاء ان تشكل لجنة عليا من علماء الدين وكبار الاطباء ليدلوا بدلوهم ودرسوا وتدارسوا هل الصوم يضر بالإنسان او يسبب له إيذاءً بدنياً مع وجود هذا الفيروس أم لا، وازداد الاقبال للتضرع إلى الله ليبلغنا رمضان حتى اتى اليقين ومن الله علينا بصومه بعد إجماع العلماء على صومه وزاد اللجوء إلى الله، وعلى صوم رمضان الذى له وحشة لا يزيلها إلا الأنس به.

ما نخلص إليه أننا يجب أن نخرج من هذه الجائحة أقوى من ذى قبل وأوعى، فهى امتحان من الله لتتفكر فى عظيم قدرته فتقدره حق قدره، وهى رسالة للشارد أن يؤوب، وللمذنب أن يتوب، وللعاق أن يبر، وللمسرف أن يقتصد، فالحكمة التى نخرج بها من هذه الأزمة تشير لضرورة تأكدنا أن الله سبحانه وتعالى وضعنا فى محنة قوية للاختبار، ونرجو منه ان يحولها إلى منحة يفوز بها كل من صبر واحتسب هذا الوباء عند الله. ومراجعة الضمير وتطهير النفس والقلب من الذنوب والمعاصى، فرحمة الله واسعة بنا جميعاً.