رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

عند المرض نتعرف على قيمة الصحة وفى الابتلاء الدواء، وهكذا الحياة ما بين صحة ومرض وسعادة وشقاء.. نعانى الابتعاد والجفاء ونرغم على فراق الأحباب وربما يأتى الجفاء من تلك الشاشات الصغيرة التى أسرت القلوب العباد وسحبت دفء الأسرة حتى مع تجمع الأجساد.. وفى لحظات انقلبت الدنيا رأسًا على عقب بمجىء «كورونا» هذا الوحش وما فيه من رعب وعناء.. ومع كل مرارته كان له الفضل فى إعادة الدفء الأسرى بعد فقدنا معنى دفء التجمع واللقاء وسط دوامات شد وجذب الحياة.. من حكمته سبحانه أن يكشف لنا من خلال هذا الفيروس الذى لا يرى بالعين المجردة مدى ضعف الجبابرة والدول الكبرى التى كانت تظن أنه لا غلبة لها فسقطت ولا تستطيع إنقاذ رعاياها أو توفير الحماية وقد انكسرت فى حيرة وضعف وجنون..

وتظهر عظمة الإسلام فى مساعدة الناس وفى حالة الوباء النجاة فى المحافظة على النفس التى هى أقدس من الكعبة عند الله.. وأنه لا ضرر ولا ضرار وأن السبيل فى حالة الأوبئة العزلة وعدم أضرار الناس. إلا أن ما نشاهده الآن هو توكل مع عدم الأخذ بالأسباب فتكتظ الشوارع والأسواق والمواصلات بالناس وكأنه تحدى الكورونا وهو فى الواقع نداء إلى السقوط الذى ندعو الله تعالى إلا يحدث..

فى بلدنا إعداد المصابين تزيد يوميًا وإعداد المجتمعين فى كل مكان تزيد أيضًا وهو ما يضعنا فى الوضع الحرج. صحيح وضعنا أفضل من دول كثيرة وكبيرة إلا أن إهمال الأخذ بالأسباب ينذر بالخطر.

ورغم التحذيرات والمخاوف من الاختلاط تظهر الأصوات التى تدعو إلى عودة مظاهر رمضان الاجتماعية وصلاة التراويح الجامعة وكأنها لا تجوز مفردة رغم أن هذا هو أساس السنة.. ربما كانت أسئلة مشروعة خاصة بعد أن أطلت علينا «كورونا» فأغلقت المساجد وتغير كل شىء فى نسمات رمضان.. فهل يتغير من العبادة شىء إن أقمنا التراويح وقيام الليل فى بيوتنا.. وجاءت من تلك الأسئلة: هل يجوز صلاة المسلم فى بيته خلف التلفاز، ويجيب أهل التخصص بأنه غير جائزة، سواء كانت فرضًا أو نفلًا فلماذا يضر أن يؤديها رب البيت مع أسرته أو تصلى فرادًا فهى لن تكون أفضل من فرض صلاة الجمعة التى تم تعطيلها حتى تنكشف الغمة.

هنا يأتى دور فقه الصعوبات والنكبات الذى لا يؤخذ إلا من أهل التخصص فى الدين، وللأسف كثيرًا ما تسقط أجهزة الإعلام فى ساقطة نشر تلك الفتاوى أو الخرافات التى قد يظن البعض أنها طالما خرجت من أستاذ جامعى أو مثقف أو من يحمل الدكتوراه أنها حصيلة علم وثقافة واطلاع ومعرفة دون النظر إلى تخصصه، فتخرج علينا فتاوى غير مسئولة، آخرها فتوى من الدكتور يوسف زيدان وهو أستاذ جامعى وكاتب مصرى، متخصص فى التراث العربى والتى أباح فيها عدم صيام رمضان فى زمن «الكورونا».. ورد عليه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية بأنه لا يجوز للمسلم أن يُفطِرَ رمضان إلَّا إذا قرَّر الأطباء وثبت علميًّا أن الصِّيام سيجعله عرضةً للإصابة والهلاك بفيروس «كُورونا»، وهو أمر لم يثبت علميًّا حتى هذه اللحظة. سنظل دائمًا نقول علينا أن نحترم التخصص وعلى الإعلام أيضًا الالتزام بهذا التخصص. حتى لا نؤذى الناس بأشر من «كورونا» وهو الجهل وما بعده من تبعات.