رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى ظل ظروف الحظر المنزلى بسبب كورونا.. استعدت للمسلسلات الرمضانية، كوسيلة للابتعاد عن أرقام المصابين والمتعافين والمتوفين.. وأخبار اكتشاف مصل أو علاج، وهى اخبار نحاول أن نطمئن أنفسنا بها لا أكثر.. مع إننا نعرف إنها غير حقيقية وإن الوصول الى دواء لكورونا سيحتاج على الأقل إلى سنة كاملة.. مع افتراض أن العلماء سيتمكنون من ذلك.. المهم حاولت الانشغال بمتابعة بروموهات، أو تنويهات المسلسلات التى اذيعت قبل رمضان لاختيار الأفضل للمتابعة بينهم.. وبالطبع مسلسل مثل «سكر زيادة» يضم نجمات بوزن نادية الجندى ونبيلة عبيد وسميحة أيوب من المؤكد يستحق المشاهدة...! 

ولكن.. فوجئت مع أولى حلقات المسلسل بأن بطلاته «الجندي، وعبيد، وأيوب» يختلفن تماماً عن النجمات المعروفات.. واللاتى بدأن التمثيل على الأقل من الخمسينيات والستينيات.. وإن ممثلات المسلسل هن شبيهات للممثلات «نادية، ونبيلة، وسميحة».. وهى ظاهرة منتشرة بين كل ممثلات العالم تقريبا، وكذلك بين الكثير من السيدات، خصوصا مع انتشار وسائل جديدة لشد الوجه وإزالة التجاعيد أو إعادة الشباب بسرعة بدون جراحة وبلا اثار جانبية.. وتكاليفها أقل بكثير من اجراء العمليات، واقل ضررا من حقن «البوتكس» الذى هو عبارة عن مادة سم البوتيولينيوم، وهو مادة تساعد على إزالة التجاعيد.. أما حقن «الفيلر» الجديدة فهى مادة من ضمن عدة مواد مثل الكولاجين الحيوانى أو الخلايا الدهنية، وتستخدم لملأ الفراغات تحت الجلد، وتأثيره بعد دقائق ويستمر ما بين ستة شهور وعامين!

وبالطبع لا أحاول التشهير بنجماتنا فمن حقهن كل الحق فى فعل ما يرونه جميلا ويرضيهن.. وكذلك كل السيدات وهذا لا ينقص من قدرهن.. ومن الطبيعى أن يستفيد الانسان من التطور العلمى والطبي، ولكن ما أقصده من ظاهرة «الشبه» هو انتشارها فى كل شيء فى حياتنا ومعاملاتنا وحتى تفكيرنا.. فنحن نتعلم شبه التعليم وليس التعليم نفسه، ونعمل شبه العمل وليس العمل نفسه، وشبه الإنتاج وشبه كرة القدم، ونأكل شبه الطعام.. حتى الدين الذى نمارس طقوسه هو شبه الدين الحقيقي.. وكذلك شبه الاخلاق والمعرفة والفن.. ولدينا شبه المدارس وشبه الشوارع وشبه المرور وشبه الديمقراطية.. كلها حاجات شبه الحاجات الأصلية..!

وخطورة حالة «الشبه» هو تقبل حياة الوهم.. والتعايش معها وتصديقها.. والتعامل على إنها حقيقة بينما الواقع غير ذلك تماماً.. وهى حالة تهدد حياة الافراد مثلما تهدد حياة الدول.. ولذلك من الضرورى مواجهة أنفسنا بالحقيقة فهى أفضل بكثير من الهروب منها.. فهل من المعقول أن واحدا تجاوز أو وصل أو اقترب من الثمانين من عمره ويريد أن يقنعنى إنه مازال شابا.. والمشكلة إنه موهوم ومصدق نفسه لدرجة إنه يريد أن يتزوج .. وهو شبه راجل!

[email protected]