عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع أزمة الكورونا العالمية ظهرت أزمة فنية ثقافية تزامنت مع قصة ذلك المرض المميت والذى أصاب الصين وهدد العالم أجمع وبث الرعب والخوف فى قلوب الصغار والكبار والبسطاء، وادعى المشعوذون أنه نهاية العالم الفاسق الكافر الذى لا يعبد الله، وادعى السياسيون أنه حرب اقتصادية جديدة تختلف عن حروب الجيل الرابع والخامس من الإعلام إلى المعامل البيولوجية والأمراض والمناخ والمياه والطاقة، وهى حرب أخرى بدأنا فى الدخول إلى ساحتها منذ بدأنا نتابع أحداث بناء سد النهضة فى إثيوبيا وقضية ندرة المياه والخوف من اختلال المناخ وتغيره وتلوث البيئة والمياه الجوفية ومياه الأنهار والمحيطات وفناء كائنات وأحياء وتغيير جينات وأمراض جديدة لا نعرف لها دواء بعضها مخلق فى المعامل والآخر مصنع للعلاج أو للتدمير، مع كل هذا إذا بنا نفاجأ بأن القائمين على الإعلام الحديث الجديد وتلك الشركة الإعلامية التى استولت على القنوات وعلى حقوق ماسبيرو وتراث التليفزيون المصرى والإذاعة المصرية ومدينة الإنتاج قد أصبحت محتكرة للدراما التليفزيونية وللإعلانات وتدخلت فى إنتاج شركات كبرى كان لها تاريخ وسبق، ومنعت بكل أسف ممثلين كبارًا من الظهور بدعوى أن أجورهم مبالغ فيها، وهذا حقيقى إلى حد كبير، لكن بالرجوع إلى التاريخ والجغرافيا والدفاتر القديمة نجد أن صاحب تلك الشركة هو أول من منح النجوم الكبار أرقام الملايين وقبلها أصفار... تلك الشركة الإعلامية هى التى تحدد المطربين والإعلاميين والممثلين والمنتجين والكتاب والمخرجين والقصص والحكايات والحفلات والمهرجانات والآن نشرات الأخبار الجديدة فى أزمة يعانى منها ماسبيرو والفضائية المصرية وذلك الإعلان عن «قريبًا التليفزيون المصرى»، وكان التليفزيون الذى أسس عام 1960 كأول مبنى وبث فى الوطن العربى والشرق الأوسط وإفريقيا أصبح غائباً وسوف يعود على ذلك النحو الساذج وهؤلاء الإعلاميين المغمورين، ولكن الذين حظوا بالحظوة من أصحاب الخطوة... تلك الشركة أقامت حفلاً غنائياً فى عيد الحب باستاد القاهرة الدولى وبحضور جموع من المصريين الذين سعدوا وفرحوا أن الدولة مشكورة تذكرتهم وأرادت أسعادهم وإضفاء البهجة والفرحة والثقافة والفن على حياتهم فكان التجمع وكانت الاحتفالية بوجود أصوات عربية مثل «وائل جسار» و«نانسى عجرم»، ومصرية مثل «تامر حسنى»، والمفاجأة وجود مطرب مهرجانات يغنى للخمور والمخدرات والعرى تحت حماية شركة تتبع الدولة والوطن! إلى هنا وكانت الصدمة والوقفة والرفض واليقظة المتأخرة من الجهات الرقابية والفنية بعد أن اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعى بحملات لوقف فنان وممثل مصرى أشاع الفاحشة والانحدار الفنى والسلوكى بدعوى الحرية، وإذا بالرأى العام يهب ضد ما حدث فى الإستاد ويلتفت إلى ذلك الفيروس الفنى المدمر الذى استشرى وانتشر فى جسد الأمة الثقافى والفكرى، وإذا بالبعض يرفض قرار منع ذلك العبث والردىء والسيئ من الغناء والفن من قبل النقيب والنقابة، ويقول إن الفن الردىء يحارب بالفن الجيد والثقافة الحقيقية التى ترقى بالوجدان والمشاعر والفرد وتنتقى وتختار، ولكن القضية هى أن المنع هو مجرد ناقوس إنذار وجرس تنبيه لخطورة وجدية الوضع، وأن الدولة ومؤسساتها لن ترعى ذلك الابتذال والانحلال الفنى المسف، وأنه قد آن الأوان لأن تبدأ الدولة ومؤسساتها فى رعاية الفن والثقافة عبر شركاتها الإعلامية والإعلانية الخاصة تلك، وعبر الترويج للأصالة والثقافة فى مسارح الدولة وقصور الثقافة ومراكز الشباب وشاشات التليفزيون المصرى والإذاعة، وليس تلك المباركة والرعاية والمنح الإعلامى والمساندة الثقافية لأمثال هؤلاء من الشواكيش والحميات والبلطجية والمرضى.. بناء الفرد يبدأ من بناء القلب والعقل.