عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رغم هذا السمو المعلوم فى مركز و قيمة وقدر المولود الذى نحتفل بميلاده اليوم وفق كل المقاييس الأرضية والسمائية، نجده فى ميلاده يكشف عن أول رسالة عظيمة فى مضمون حياة هذا المولود ومستقبله، حيث ميلاده فى مغارة لعدم وجود مأوى تأوى إليه والدته القديسة، وكانت المغارة مأوى للبهائم والدواب، استحسنت فيها العذراء مذوداً صغيراً يسع طفلها الذى وضعته فوق التبن. وهكذا كان الحدث على هذا النحو بمثابة إعلان مستقبلى لفهم تركيبة ومغزى دراما مشهد النهاية الذى فيه سيسند ظهره العارى على خشبة الصليب يوم يفارق هذا العالم، العالم الذى استقبله فى مذود وشيّعه على صليب الألم والفداء والانتصار.

وبين مشهد ما بعد فتح الستار عن دراما البداية وغلق الستار و نزول تترات النهاية.. بين دخوله والخروج، كان الفقر المادى الشديد فى كل مظاهر حياته على أرضنا يمثل رسالة عنوانها الرئيس أنه جاء ليمنح الخلاص الذى صنعه للفقراء والمذلولين والمظلومين والمعدمين ومن أجل كل مَنْ عطف عليهم!!

وتقول الآية «وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ» ولنا هنا أن نتخيل دراما القصة التى حكاها القديس لوقا والتى تصور ذلك المشوار الصعب للعذراء القديسة عندما عبرت 90 ميلاً من الناصرة إلى بيت لحم فى أرض وعرة وهى فى أيامها الأخيرة.. ولكن من أميز صفات كاتب هذه القصة القديس لوقا، ومن أميز صفات يوسف، وبالتالى العذراء، وبالتالى الإنجيل كما يراها الأب متى المسكين هذه الغلالة من السريَّة التى يلفها الصمت العميق بالنسبة لهذه الحوادث الجسام المليئة بالأعاجيب.

وليس إزاء هذا السرد المهيب إلاَّ أن يتذرع الإنسان أيضاً بالصبر فى الجرى وراء تحقيق هذه الحوادث، وبالصمت لعلَّه يبلغ السرَّ. فنحن بصدد قصة سماوية أشخاصها قديسون وملائكة وقوات فلكية مُسخَّرة‍!

وعليه يمكن تفهم استقبال جسد المسيح الغض مذودا للبهائم!!.. وذلك حتى يتأهَّل هذا الجسد لدخول دراما الحياة على الأرض و حتى مشهد النهاية على خشبة الصليب كآخر مكان، وفى آخر لحظة له فى العالم.. لتفول الآية  «وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».

فليفرح ويبتهج وليعتزّ كل فقراء العالم، فلهم نصير وصاحب عظيم  فى السماء عاش ومات مثلما عاشوا وكابدوا، لم يملك عند دخوله العالم إلاَّ الخرق التى قمطته بها أمه، وأخرى ستروه بها على الصليب، وهو يستودع الدنيا كلها لينطلق إلى مجده العظيم السماوى ، ليعدَّ ملكوته وجائزته الكبرى لمن انتصروا على كل شهوات العالم.

[email protected]