عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى قصيدة شهيرة لأمير الشعراء أحمد شوقى يصف بها مشهد ميلاد السيد المسيح.. غرد:

وُلد الرفق يوم مولد عيسى.. والمروءات والهدى والحياء وازدهى الكون بالوليد وضاءت.. بسناه من الثرى الأرجاء

وسرت آية المسيح كما يسرى.. من الفجر فى الوجود الضياء تملأ الأرض والعوالم نورًا.. فالثرى مائج بها وضاء

نعم إن الرفق والتسامح هو العنوان الأبرز لرسالة السيد المسيح فى دعوتها إلى حالة الصلح وإلى أن نكون فى حالة وئام ومحبة دائمة مع الجميع، فالمحبة لا تسقط أبداً.. يقول يوحنا البشير: إن قال أحد أنى أحب الله وهو مبغض لأخيه فهو كاذب، لأن من لا يحب أخاه الذى يراه كيف يستطيع أن يحب الله الذى لا يراه.

« ميلاد المسيح رسالة دافئة فى ليلة باردة « عبارة شديدة البلاغة والإيجاز جاءت على لسان قداسة البابا شنودة الثالث.. لقد كانت بحق رسالة المسيحية رسالة دافئة بتعاليمها التى بشر بها السيد المسيح، والتى بدأت بحدث الميلاد المُعجز، وما زال يُبشر بها فى العالم عبر آيات كتابه العهد الجديد ومنذ أكثر من ألفى عام.. يقول قداسته « عاشت القديسة العذراء أطهر امرأة فى الوجود، والتى استحقت أن روح الله يحل عليها. وقوة العلى تظللها. والتى بشرها بميلاد ابنها: الملاك جبرائيل. وكانت الوحيدة فى العالم التى ولدت ميلادًا بتولياً. بمعجزة لم تحدث من قبل..

لقد جاء توقيت ميلاد المسيح فى عصر مظلم ليعطى رجاء بأن روح الله يعمل حتى فى العصر الخاطئ المبتعد عنه.. إن الفساد السائد فى ذلك الزمن لم يكن عقبة تمنع وجود الأبرار فيه. كما أن فساد سادوم من قبل لم يمنع وجود رجل بار هو لوط. وفى كل جيل فاسد يستحق طوفانًا ليغرقه، لا بد من وجود إنسان بار مثل نوح ليشهد للرب فيه، فالله لا يترك نفسه بلا شاهد.. وهكذا كان العصر الذى ولد فيه المسيح، كان روح الله يعمل - وبخاصة وسط مختاريه - لكى يمنحهم حياة النصرة على ذلك الجو. ولكى يقيمهم شهودًا له. فاستحقوا أن يروا ملائكة. وأن يتسلموا رسالات إلهية.. »

يقول الكاتب الكبير عباس العقاد حول زمن ميلاد السيد المسيح « لقد تحجرت العقائد الوثنية فى الدولة الرومانية وتحجرت العقائد الكتابية بين بنى إسرائيل فأصبح فرق الشعرة بين النصين يقيم الحرب الحامية على قدم وساق، وأصبحت التقوى علمًا بالنصوص وبحثًا عن مراسم الشريعة، وغلب « المظهر « على المتشبثين بالنصوص والمتصرفين فيها، فلا خلاف بينهم فى طلب المظهر وإن اختلفوا على اللفظ والتأويل.. أشكالًا وقشورًا، ولا جوهر هناك ولا لباب... »

ثم اقترب العقاد من واقع الناس فى تلك المرحلة قائلًا « لقد عاش الناس دنيا آفتها مظاهر الترف ومظاهر العقيدة، ومن وراء ذلك باطن هواء، وضمير خواء، فلا جرم يكون خلاصها فى عقيدة لا تؤمن بشىء كما تؤمن ببساطة الضمير، ولا تعرض عن شىء كما تعرض عن المظاهر.. لقد أتت المسيحية بعقيدة قوامها أن الإنسان خاسر إذا ملك العالم بأسره وفقد نفسه، وأن ملكوت السموات فى الضمير، وليس فى القصور والعروش، والمرء بما يضمره ويفكر فيه، وليس بما يأكله وما يشربه وما يقيمه من صروح المعابد والمحاريب.. »

كل عام وقراء جريدة الوفد الغراء واسرة تحريرها وحزبنا العتيد الذى رفع شعار « يحيا الهلال مع الصليب « بخير وسلام..

[email protected] com