رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

سأل الأصمعى وهو واحد من أئمة العلم باللغة والشعر فى العراق قديمًا أعرابيا «ما بال المراثى أشرفُ أشعاركم ؟ فقال الأعربي» لأننا نقولها وقلوبنا محترقة على فقدان عزيز «..والمراثى هنا يقصد بها  ذكر محاسن الموتى ..وهكذا كان حال تلاميذ  وزملاء، وأحباء الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال، ورئيس الرقابة المالية الأسبق، طوال الأيام الماضية، مع فجيعة وفاته.

جرحا غائرًا تركه وفاة «الشرقاوي» فى قلب كل من ساقته الأقدار التعامل معه سواء تلاميذه بقسم المحاسبة بتجارة القاهرة، أو غيرها من الجامعات التى درس بها أو حتى الذين رافقوه فى مسيرة حياته العملية بالرقابة المالية، ووزارة قطاع الأعمال.

لم يكن وصفه « رجل المواقف» الذى ناله من أصدقائه من فراغ، وإنما لما حظى به من مواقف إنسانية، مع الجميع، حتى فى عمله عرف عنه التميز، والجهد فى جامعته، ومن خلال مشواره العملي.

للرجل مواقف عديدة على مستوى عمله فى صناعة سوق المال، سوف تسطر فى ذاكرة التاريخ، فلا يزال فى الذاكرة قراره بإعادة فتح البورصة، واستئناف عملها بعد 55 يومًا من الإيقاف، بسبب ثورة يناير.

نجح الرجل فى إدارة وتطوير الرقابة المالية، وساهم فى وضع العديد من القواعد الرقابية بمساهمته فى تحديث القواعد الرقابية الخاصة بنشرات الطرح والاكتتاب، الخاص والعام، وكذلك القواعد الخاصة بتراخيص العاملين فى مجال الأوراق المالية، وقواعد ومتطلبات الإفصاح لصناديق الاستثمار، وغيرها من كل ما يتعلق بسوق المال، وأيضا أفكاره لتطوير شركات  قطاع الأعمال، وتحديث هياكلها الإدارية وتحسين كفاءتها المالية .

للرجل سجل حافل من «البصمات» تركها ليستفيد منها كل من يأتى من بعده، سواء على المستوى الأكاديمى بالجامعة أو العمل فى صناعة أسواق المال والتمويل.

لن تمحو من الذاكرة مواقفه الطريفة، عندما انتقدته فى أحد الملفات، حينما كان رئيسًا للرقابة المالية، وردًا على عدم إجابته وتوضيحه لبعض النقاط....كتبت أن رئيس الرقابة المالية غائب ولا أحد يعلم سر اختفائه، وفى اليوم التالى  من النشر جاءت مكالمته أنه لا يعاتبنى على ما كتبت عن غيابه، وإنما عتابه بسبب أن زوجته قرأت ما تم سرده عنه، لتقول له «أين كنت غائبًا»...ليرد عليها أنه موجود، ويبدو أن رده لم يكن مقنعًا لزوجته.. لتقول له من جديد لكن جريدة «الوفد» تقول إنك كنت غائبًا وأنا أصدق ما تقوله «الوفد» ..إذن عليك بالاعتراف.

يا سادة... إذا كان الموت يفقدنا أحباءنا ..فإن ذكراهم باقية لن تموت.. رحم الله الرجل وأسكنه فسيح جناته.

[email protected]