عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

بداية أوجه كلامى هذا إليكِ أيها الفتاة الهاربة أو العائدة من الهروب، أو كل من تعتزم ارتكاب ذلك الفعل المشين، وأقول لكِ مهما تهربى من منزل أسرتك فسوف تسقطين إما فى أيدى أسرتك مرة أخرى، أو فى قبضة الاجهزة الامنية ويعثرون عليكِ مهما اختبأتِ، أو تصبحين فريسة لمن هربتى من أجله، أيها الفتاة الطائشة أقول لكى إن بهروبك هذا تكونى كالمستجير من الرمضاء بالنار أو العكس، فقد كثرت فى الآونة الأخيرة ورود بلاغات من أهالى فتيات فى مراحل عمرية مختلفة لاقسام الشرطة عن اختفاء بناتهم عقب الخروج من المدرسة أو الجامعة أو المترو وغلق هواتفهم عقب المكالمة الأخيرة مع الأم أو الأب.

 وتبدأ مأساة الاسرة فى البحث عنها ونشر صورتها على مواقع التواصل الاجتماعى، ويخيم الحزن فى ارجاء المنزل. وقد تكررت هذه البلاغات فى الاسبوع الماضى عدة مرات، ثم يتبين ان الفتاة الهاربة تزوجت دون علم أهلها ثم اختفت وأغلقت الهاتف، ومنهم من تسرق أهلها ثم تهرب بحصيلة السرقة لتتزوج بخطيبها أو بشاب سبق وأن رفضته أسرتها لوجود عيب أو اختلاف ما بين الاسرة والشاب، ثم يتفق الشاب مع الفتاة على الهروب والاختفاء، وهنا تبدأ المأساة.

 ان اختفاء الفتيات ليس ظاهرة حتى الآن رغم تكراره، لكن ربما يتفاقم الوضع بشكل أكبر. فالراصد لتلك الوقائع يجد ان الفتاة عقب ضبطها غالبًا ما تبرر هروبها بانه كان فرارًا من معاملة الأهل لها بقسوة، أو لفقرهم، أو أنها تحب هذا ولاتستطيع العيش بدونه وكأنها كانت تعرفه من عشرات السنين وبخسة وقلة حياء غير معهودة على فتياتنا تقف وتقول اننى احبه وهو يحبنى وعندما تنظر للشاب الواقف امامها بجهات التحقيق تجده مدلدلًا رأسه فى خنوع، وليس به سمات رجولة، وينظر لها بنظرات تنطق بانها هى الشيطانة التى أغوته على ذلك الفعل، وكانك تشاهد فيلمًا هابطًا من الأفلام التى أفسدت مجتمعنا الشرقى وجعلت الفتاة تتخلى عن حيائها وأخلاقها.

ان انتشار الأجهزة الإلكترونية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل مثير دون رقابة وحماية، وراء هذه الظاهرة، فأى رجل هذا واى شخص يستطيع العيش معكِ بعد تلك الفضيحة وفعلتك المشينة هذه، وإذا استكمل المشوار معكِ فيكون لعلة أو منفعة من ورائك أو لاستغلالك فى عمل ما اوتجارة محرمة، لانه ليس رجلا من الأساس لان الرجل يدخل يا ايتها الطائشة البيت من بابه ولايسرق طيوره. ويتزوج على سنة الله ورسوله، ولايرضى بان يحرض زوجته على اسرتها لتهرب ويحرق قلبهم.

اننى اؤكد لكى ايها الفتاة ان قسوة الاسرة وجحيمها افضل مئات المرات من جنة من تهربين من أجله. بل لايوجد رجل يثق فى امرأة تركت منزل اسرتها من أجله أو من أجل أى شىء، لان من فعلت ذلك مع اسرتها ذلك الحضن الأول الذى تلقاهاه وهى لاتعى شيئًا عن الحياة وتربت وترعرعت فيه وهربت من المنزل الذى رتعت فيه وكبرت إلى ان اصبحت عروسا يافعة ثم تهرب منه فليس لها امان ولايأمن شرها احد.

 ونؤكد على البعد عن الغفلة والحرص على الرقابة دون خنق وتقوية الوازع الدينى لأنه صمام أمان، كما أن الاحتواء من قبل الأسرة ومنح الحنان والأمان والطمأنينة لبناتهم كفيل بعلاج الضغط النفسى والقلق، كما يشجع الفتيات على المصارحة والمفاهمة مع أسرهن ومن حولهن وعدم اللجوء لأطراف أخرى قد تستغلهن وتزين لهن الاتجاه السلوكى كما أن للمتابعة والرقابة الإيجابية بأسلوب عقلانى دورا كبيرا وفعالا، فالرفيقات والصديقات يحفزن بعضهن بعضًا على ارتكاب بعض المحرمات الاجتماعية الخطيرة مثل الهروب. حفظنا الله وحفظ أولادنا عماد الكيان الأسرى فى بلادنا من كل سوء.