رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

مساء الخامس عشر من أكتوبر الجارى رحل عن دنيانا السفير السورى يوسف أحمد وبفقده فقدت الأمة العربية عامة وسوريا خاصة أحد أشرس المدافعين عن مواقفها وقضاياها. عرفته عن كثب عندما كان سفيرا لسوريا لدى مصر ومندوبا دائما لسوريا فى الجامعة العربية منذ 2000 وحتى تاريخ تعليق عضوية دمشق لدى الجامعة، وهو التعليق الذى أعلنه حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى فى 12 نوفمبر 2011 فى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد فى القاهرة. الجميع يتذكر ما فعله يومها عندما أعلن على الملأ: (بأن سوريا ليست معنية بهذا القرار الصادر عن الجامعة، والذى لا يساوى ثمن الحبر الذى صيغ به وسيتم محاسبة كل من شارك فى صباغته، وأن الدول التى قدمت هذا القرار لم تقم بصياغته وإنما أملى عليها من الخارج، فهو يخضع لأجندات أمريكية، وأن القرار غير قانونى ومخالف لميثاق الجامعة، فالقرار لم يتم بالاجماع حيث عارضته كل من لبنان واليمن وامتنعت العراق عن التصويت).

إنه يوسف أحمد الذى عرف بمواقفه الوطنية الصلدة ودفاعه المستميت عن سوريا فى المحافل العربية والدولية. كان وطنيا صادقا ولعل أبرز مواقفه كانت فى هذا اليوم عندما وجه سيلا من الانتقادات إلى حمد بن جاسم إذ وصفه يومها بالعمالة والخيانة. ونعى يومها العمل العربى المشترك واصفا الجامعة العربية بأنها تحولت إلى مطية لتنفيذ أجندات خارجية. يومها خاطب يوسف أحمد الدول العربية التى وافقت على قرار تعليق عضوية سوريا قائلا:( رهانكم خاسر لأن الجيش العربى السورى هو حامى الوطن).ولا شك أن رحيل هذا الوطنى الصادق اليوم يستدعى كل الوقائع التى جرت لتعليق عضوية سوريا فى الجامعة ودفاعه المستميت عنها كإحدى الدول العربية المؤسسة للجامعة.

واليوم يطل المرء على المشهد وعلى ما آل إليه الموقف العربى وعلى ضرورة اصلاح الضرر الذى حاق بسوريا وهى التى تمثل الخط العربى الحقيقى للأمة، وبالتالى يجب اصلاح الخطأ الذى تردى فيه العرب عندما خرجوا عن المسار الصحيح وقاموا باقصاء سوريا عن الجامعة عبر قرار تم اتخاذه بصورة جزافية. بل وألحقت به قرارات أخرى تصدرها فرض العقوبات الاقتصادية عليها. وكم كان غريبا عندما أطلقت الجامعة دعوتها للدول العربية لسحب سفرائها من سوريا ونسى القائمون عليها بأن هذا عمل سيادى ومن ثم يظل مناطا بكل دولة على حدة. لقد تحولت الجامعة العربية يومها إلى جسر عبور للتدخل الخارجى لتبدو الجامعة وكأنها مهتمة بتدويل القضية السورية، وجاء هذا ليؤكد العجز العربى عن إيجاد حلول مقبولة لقضايا دوله.

ما أحوجنا اليوم إلى اصلاح الخطأ والعودة إلى سوريا العروبة بل والاعتذار لها عما حدث. يحمد للشعب السورى حتى الآن أنه وقف صامدا أمام هذا السعار الهستيرى وتخطى التحديات وظل حريصا على وحدته الوطنية من أجل أن تظل سوريا عصية على الاختراق وقوية فى مواجهة مخططات الخارج. عاشت سوريا شعبا وجيشا وقيادة، ورحم الله السفير يوسف أحمد أيقونة الوطنية الصادقة والكرامة والعزة.