رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

أخيرًا وبعد مضى قرابة الـ25 عامًلا أفاق جميع المسئولين ليعلنوا أن التوك توك هذا الوليد السِفاح لابد من إنكار نسبه وعدم إخضاعه لأى جهة مسئولة وأن يتم إلغاؤه واستبداله بسيارة أمنة، هذا كلام سليم لكن جاء بعد أن كثرت بلاوى تلك المركبة الكائن الغريب المسمى بالتوك توك أو الباجا، وأصبحت هذه الوسيلة السفاح بالنسبة لجميع وسائل النقل يرتكب بها عشرات، بل مئات الجرائم يوميًا، ويقوده أطفال أو كبار دون رخصة وتحول معظمهم لبلطجية، وتجد أن سائقه الذى يسير ويجوب مناطق ضيقة جدًا يصعب دخول أى وسيلة لها يقوده بدون لوحات معدنية وينقل بها أى شيء وأى عدد هذا الكائن الذى حاربه محافظ القاهرة الأسبق الدكتور عبدالعظيم وزير وأقسم بعدم دخوله الشوارع الرئيسية بالقاهرة نجده الآن يسير فى جميع مدنها حتى القاهرة الجديدة بل وفى مصر الجديدة ووسط البلد، فتجد هذا الكائن الغريب ينطلق بحركات لولبية عنيفة أو بالأحرى حركات دودية ويصارع حتى سائقى الميكروباص بأن يمد عجلته الأمامية ليقطع الطريق حتى على النقل الكبير ذاته ياللهول! ليطلق العنان لجسمه المكور فى الانطلاق السريع وسط سماعات عالية وصاخبة تسمعها طاخ وطيخ، تجعلك تتساءل كيف لسائقه أن يعيش طوال اليوم وسط ضجيج سماعاته القاتلة وتجد أن سائقيه يطلبون من الراكب أجرة كبيرة فى مسافة قد لا تخطى بضعة أمتار كل ذلك فى غياب الرقابة الضريبية عنه، ولم يتم ترخيصه فى غالبية المحافظات وأشهرهم القليوبية، حيث تاهت مسئولية ترخيصه ما بين الأحياء والمرور فكان فى اختلاف كل الجهات على نسب تلك الوسيلة لها مكسب لأصحاب تلك التكاتك الذين أثروا من خلاله فى غيبة الرقابة المرورية مما دفع العصابات بأن تتحول لسرقة التوك توك نفسه، لأن ليس به لوحات وغير مدون بأية سجلات أو دفاتر حكومية ليرتكبوا به كل الجرائم بتلك الوسيلة التى فشل الجميع فى تقنينها واخضاعها لرقابة السلطات المسئولة ليصبح سائق التوك توك إما قاتلًا أو مقتولًا بسبب تكتوكه، لقد وصفه البعض بأنه جريمة على ثلاث عجلات لكونه مركبة غير مرخصة فقد أسهم فى زيادة معدلات الجريمة، وظل صداعًا فى رأس الجميع، وتغول وتوحش فى شوارع وحوارى كل المحافظات خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن وصلت أعدادها إلى أكثر من 3 ملايين مركبة، يستخدمها البعض فى الأعمال الخارجة عن القانون. من سرقة ومخدرات وقتل وبلطجة وخطف أقلها خطف حقائب السيدات مثل استخدام البعض للموتسيكلات، كان آخرها خطف فتاة شبرا الخيمة المعاقة والاعتداء عليها رغم أنها جارتهم، كذلك قتل مسئولة البريد بشبرا الخيمة أيضًا منذ عدة سنوات واستولوا على مشغولاتها الذهبية بحجة توصيلها من عملها لبيتها ثم قتلوها وألقوا بجثتها.

لقد جاءت التوجيهات التى إصدرها رئيس الوزراء، الخاصة بإلغاء التوك توك واستبداله بسيارات صغيرة آمنة حتى وإن كانت قد جاءت متأخرة إلا أنها للحفاظ على المواطن المصرى وللحد من ارتفاع معدلات الجريمة وللحد من تفشى نسبة البلطجة ووضع حد للمغالاة فى طلب أجرة يحددها السائق بعيدًا عن الرقابة بما يحلو له.

أن قرار الاستبدال هذا يذكرنا بعملية الاستبدال التى بدأت منذ عدة سنوات فى تجربة التاكسى القديم بعد تخريده وإعادة تدويره بالأبيض الذى لم يلتزم بعض سائقيه هو الآخر بالضوابط التى وضعت لهم من طلب أجرة عالية أيضا وإلغاء العداد والتحكم فى الراكب، وفى النهاية نرجو أحكام الحملات والرقابة على تلك السيارات التى سوف تستخدم بديلًا للتوك توك. حتى لا يفعل سائقوها مثل التكاتك أو تفشل مثل تاكسى العاصمة الأصفر والبمبى، وحتى لا يظل المواطن فريسة للسائقين فى كل شيء من أول المغالاة فى الأجرة وعدم الالتزام ونطالب بوضع لوحات لها وتحديد الأجرة وانتشار حملات مرورية لها مثل بقية المركبات وأكمنة لتخضع للحساب والعقاب والله المستعان.