الناصية
يبدو أن السينما، كمهنة، استهوت الرئيس، الاستثنائى، ليكون فتى الشاشة الأول بعد أن اثبت أنه كان ممثلاً جيداً فى دور رئيس الجمهورية.. هذا الدور الذى رشحه فعلياً للظهور فى فيلم ساخر قصير أنتجه البيت الأبيض لرئيسه السابق باراك أوباما، وشاركت فيه زوجته ميشيل ونائبه جو بايدن ورئيس مجلس النواب جون بينر وظهر أوباما فيه وهو يبحث عن فرصة عمل بعد مغادرته البيت الأبيض.. ولأن أوباما شخص ذكي، أسس أخيراً شركة انتاج سينمائى حتى لا يتحكم أحد فى مصيره كنجم سينمائي، ويجعله ممثلاً فاشلاً مثل الرئيس دونالد ريجان الذى حاول أن يعوض خيبته فى السينما بأن يكون رئيساً ناجحاً بضرب خيمة القذافى فى ليبيا!
ومنذ أيام، وكمثل نجوم هوليوود، الميجا ستار، كان للرئيس الأميركى السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل أول ظهور لهما كمنتجين سينمائيين فى قلب مدينة السينما الامريكية الأشهر للترويج لفيلم «المصنع الأميركي» (أميركان فاكتوري) الذى يعتبر باكورة انتاج شركتهما «هاير غراوند» التى أسساها العام الماضى وهو فيلم وثائقى تم تصويره فى المنطقة الصناعية بأوهايو، ويتناول قصة استحواذ شركة صينية على مصنع مهجور لشركة «جنرال موتورز».
والفيلم يلقى الضوء على قصص الجماعات المهمشة من ضحايا السياسات الرأسمالية معدومة الإنسانية، وذلك من خلال تتبع حياة آلاف العمال، الذى كان والد ميشيل أوباما واحدا من الذين تقرر تسريحهم من قطاع صناعة السيارات فى مورين بولاية أوهايو خلال الركود الاقتصادى فى 2008. وحظى الفيلم الذى شاركت فى انتاجه شركة «نتفليكس» بإشادة النقاد السينمائيين فى الصحف الأمريكية الكبرى.
وقبل أوباما، لم يكتف العديد من الملوك والرؤساء بسلطاتهم السياسية، وارادوا كذلك الاستحواذ على سلطة الفن، بالمشاركة فى اعمال سينمائية ومنهم ملكة بريطانيا إليزابيث، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورمضان قاديروف رئيس الشيشان، ومن الحكام العرب ملك الأردن عبد الله الثانى والرئيس الأسبق حسنى مبارك!
ولأن الخيط الرفيع الآن بين قصور الرئاسة والفضائيات والسينما، يكاد لا يرى، خاصة فى زمن سيطرة الاعلام والسوشيال ميديا، فلم يعد هناك فرق بين مهنة الحاكم والإعلامى والممثل!