رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن أجهزة الإعلام بقدر ما تمثل من مؤشر لقياس حال المواطنة فى أى مجتمع، فهى قد تؤثر سلبًا أو إيجابًا فى دعم وتوطين ثقافة المواطنة لدى الشعوب.. ولعل المجال يضيق بمناقشة تلك المؤشرات التى تدلل بها وسائل الإعلام عن حال المواطنة، وأيضًا حالات الإعلام المؤثر فى تنمية وتفعيل المواطنة فى مجتمعنا المصرى.. وأرى أننا الآن نرصد نوعيات من الإعلام يتجه إلى صياغة نماذج إيجابية فى حالات قليلة، وصياغة أخرى سلبية فى حالات هى الأكثر وجوداً وانتشاراً للأسف..

ولعل من النماذج الإيجابية التى بتنا نتابعها إعلام العرض التقريرى: ويُقصد به التناول العلمى الجاد لكافة علل ومشاكل تعثر نشر مفاهيم المواطنة عبر فتح حالة حوار وطنى جاد لا يسعى للإثارة من خلال فض أوراق ملفات بعضها كان مغلقًا على ما فيه والآخر قد تم الالتفاف حول قضاياه الأهم، وكان أغلبها يستحيل الاقتراب منها..

 وفى مجال السعى نحو تحقيق المواطنة نأمل استمرار منافذ الساحة الإعلامية فى تناول قضايا ملحة على أرضية جديدة أكثر انفتاحًا وجرأة والتزامًا بشفافية العرض، وبالسرعة المطلوبة ورد الفعل الأكثر اتساعاً.. ولعل ظهور جماعات وتيارات إصلاحية تقوم أحيانًا بتبنى وجهات نظر متجددة تسعى إلى تحريك قوى المجتمع المدنى لدفع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية للقيام بدورها فى دعم قيم المواطنة وتفعيل مفاهيمها خير شاهد وداعم لذلك، وفى هذا الإطار نأمل أن نرى نموذجًا إيجابيًا لإعلام قد تفهم فحوى رسالة إصلاحية داعمة لتفعيل الاصطفاف الوطنى من أجل تقديم وجهتى النظر الموالية والمعارضة بشفافية يمكن أن يكون لها صدى جيد فى الشارع المصرى.

ونموذج آخر يمكن أن نطلق عليه «إعلام المواجهة»، منها على سبيل المثال ما بذل من محاولات جادة لمناهضة أصحاب الفكر السلفى والأصولى والفهم الخاطئ لصحيح الأديان ورسائلها السامية، ولعل خير مثال ما دار من حوارات مع خبراء مشهود لهم بخبراتهم بتاريخ جماعات الشر ورموز القوى الظلامية الإرهابية..

وكان لذلك النوع من الإعلام دوره فى التعرض لبعض الأحداث الطائفية وقضايا الفساد ومعالجاتها المباشرة بقدر غير مسبوق من الإتاحة لعرض القضايا بأداء متوازن وفى هذا سعى لترسيخ قيم المواطنة.

أيضًا نتابع إعلاماً إيجابياً يهتم بالبسطاء والمهمشين عبر فتح قنوات الاتصال الإعلامية الصادقة بوسائط مختلفة تشى بحالة من التواصل الإنسانى الجديد مع مجتمع الشارع فى العشوائيات والقرى والمراكز النائية التى ما كان يعلم أمر وجودها على خريطة المحروسة أحد.. ويعد هذا أيضًا أمراً طيباً غير مسبوق فى تاريخنا لأن إهمال هموم وطموحات أى قطاع من المواطنين كان من شأنه أن يحدث تراجعًا إضافيًا فى حال تقييم حقوق المواطنة فى مصر.. وللمقال تتمة لاستعراض كل جوانب تلك الرؤية.