رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

توقع كثيرون مثلى، أن تكون الخطوة التالية للاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذى خيبت نتيجته آمال بعض من كانوا يراهنون على مقاطعته وفشله، هى التوجه الرسمى نحو فتح حوار مجتمعى للنهوض بالحياة الحزبية والسياسية وإصلاحها، وأن تشمل اللقاءات الهامة التى يقوم بها الرئيس «السيسى» لقاء بعدد من رؤساء الأحزاب، وبعض قادة الرأى العام فى مجالات الصحافة والإعلام والحقل الأكاديمى، للتشاور حول التصورات الممكنة للقيام بذلك، والاستماع إلى ما قد يكون لديهم من انتقادات لبعض السياسات القائمة، وإلى قراءتهم لتوجهات الرأى العام بشأن تلك السياسات، واقتراحاتهم بحلها، أو على الأقل مدهم ببعض الحقائق التى قد تكون رداً على تلك الانتقادات، وتفسيراً للإجراءات الحكومية المتخذة فى بعض قضايا الشأن العام، وفى القلب منها قضايا الصحافة والإعلام.

لم يعد سراً أن الحياة الحزبية والسياسية، ليست أولوية فى جدول الاهتمامات الرئاسية، وأن الرئيس برغم مشاغله المتعددة فى الداخل والخارج، والتحديات الهائلة التى يواجهها بصبر وإرادة من فولاذ، وعزيمة هى صنو لتاريخ مجيد للعسكرية المصرية، للتصدى لإرهاب لا ضمير ولا خلق ولا دين له، تموله وتدعمه قوى إقليمية ودولية، وسعيه لتنفيذ مشروعه فى النهوض بالبلاد، وحل مشاكلها المزمنة، والأخذ بها إلى عتبات العصر، برغم هول ذلك، يجد الرئيس دائماً من الوقت ما يسمح له بالالتقاء بفئات من الشعب، وإجراء حوار معها والاستماع إلى آرائها فى الإدارة الحكومية لمشاكل البلاد، وتطيب خاطرها، ورد الجميل لبعض المنتسبين إليها، لا سيما عائلات الشهداء وأبناؤهم، لكن ذلك استثنى قادة الأحزاب والرأى العام، خاصة بعد أن توقف الرئيس عن عقد تلك اللقاءات منذ أكثر من أربع سنوات.

سألتنى المرأة التى تساعدنى فى أعمال المنزل: هو صحيح تحديد النسل حرام؟ سألتها من قال لك ذلك؟ أجابت الشيخ فى الحارة التى أسكن بها. ولا معنى لذلك إلا أن الدولة تبنى وأن قوى سلفية وإخوانية تخرب لها فيما تبنيه. وبينما تمرح تلك القوى بحرية فى مفاصل المجتمع، لتمسك بعقول وأفئدة البسطاء من أفراده، تترك الحياة الحزبية خاملة، لا روح فها، ولا رغبة فى رفع القيود عن نشاطها وعن علاقتها بالناس وعن صحفها المكدودة بفقر الموارد، ولا اهتمام بدعم وجودها بقانون انتخابى، يسمح لها بالمنافسة الحرة، والتمثيل المناسب فى المجالس التمثيلية، فضلاً عن أنها تفتقد أى نوع من الدعم من رأس الدولة. وتسود نظرية ثبت فشلها تقيس حيوية الحياة الحزبية بكثرة الأحزاب، مع أن النتيجة الصفرية، هى مآل التعدد الشكلى القائم بدون ديمقراطية، والذى سبق أن ملأته جماعة الإخوان بالقفز على السلطة. هذا فضلا عن غيبة الصحافة والإعلام الحر المتنوع، الذى يشكل رقابة شعبية، تساند جهود الدولة الحثيثة فى مكافحة الإرهاب والتصدى للفساد وللزيادة السكانية، وغيرها من القضايا التى تساند جهود مصر التنموية. ولا سبيل لجذب الجمهور المصرى الذى بات يبحث عن التسلية وأخبار بلده فى الفضائيات العربية والغربية، ولا جدوى من الدعوات لتجديد الخطاب الدينى، والتصدى للأفكار الطائفية والاجتماعية التى تجر بلادنا إلى الخلف، بدون نهوض حقيقى بالحياة السياسية والحزبية، وحرية إعلامية تحقق ما يقوله الصنيون: دع مائة زهرة تتفتح، ولو أدمتك أشواكها.!