عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

انشغلت لفترة فى البحث عن مسألة بالفلسفة اليونانية، جمعت أغلب ما وصلت إليه يدى من مصادر ومراجع، خلال عملية البحث لفت انتباهى بعض السلبيات، منها ما يخص الترجمة، ومنها ما هو مرتبط بعملية التأليف.

من بين هذه السلبيات نتناول اليوم كتاب صدر عام 1981، بعنوان «المذاهب اليونانية الفلسفية فى العالم الإسلامى»، الكتاب كان عبارة عن مجموعة محاضرات ألقاها «دافيد دى سانتيلانا» (1845 – 1931)، فى الجامعة المصرية عام 1910، وسانتيلانا هو مستشرق إيطالى، ولد فى تونس، وحصل على الدكتوراه فى القانون، كان ملماً بالفقه المالكى والشافعى، وكلف بدراسة قوانين دولة تونس، ووضع القانون المدنى والتجارى، ودرس التاريخ الإسلامى فى جامعة روما، من آثاره: (ترجمة وشرح الأحكام المالكية)، وكتاب (الفقه الإسلامى ومقارنته بالمذهب الشافعى).

سانتيلانا ألقى على طلبة جامعة القاهرة بعض المحاضرات عن الفلسفة اليونانية وأثرها فى الفكر الإسلامى، قبل عودته إلى إيطاليا ترك المحاضرات بخط يده، وهى محفوظة فى دار الكتب المصرية حتى اليوم، د. محمد جلال شرف الدين أستاذ الفلسفة الإسلامية، رجع لهذه المحاضرات وقام بتحقيقها والتعليق عليها، ونشرها فى كتاب عام 1981.

فى عام صدر كتاب بعنوان «صحوة العقل مع تاريخ المذاهب الفلسفية»، من تأليف د. عصام الدين محمد على، نشرته منشأة المعارف بالإسكندرية سنة 1994، عندما بدأت القراءة فى الكتاب اكتشفت أنه ليس تأليفاً، بل محاضرات المستشرق الإيطالى سانتيلانا، وضعته بجوار نسخة د. محمد جلال شرف التى صدرت عام 1981، اتضح أنها نسخة طبق الأصل، حتى المقدمة التى كتبها د. شرف، قام عصام الدين بنقلها.

ما أدهشنى ليست عملية النقل الحرفى فهى شائعة بين العديد من أعضاء هيئة التدريس، بل ما لفت انتباهى وبشدة أن الدكتورين من الإسكندرية، فقلت فى نفسى: هل بلغ الوضع إلى قيام عصام بنقل كتاب شرف وهو معه فى الجامعة والكلية نفسها وأيضا القسم؟، هل قام الثانى بنقل الأول دن معرفته؟، ألم يكتشف أعضاء هيئة التدريس بالقسم عملية النقل؟، هل نقل الثانى بمعرفة ومباركة الأول؟

اتصلت ببعض الأساتذة واتضح أن د. شرف توفى منذ أكثر من 15 سنة، وأن عصام الدين كان تلميذاً للدكتور ريان، ولم يتم تعيينه بالجامعة، وكان يعمل موظفاً بوزارة التموين.

ومن هنا اتضحت الصورة، د. شرف لم يبارك عملية النقل كما ظننت، وأن عصام الدين انتهز وفاة د. شرف، وقام بتغيير عنوان الكتاب ووضع اسمه وإصداره فى طبعة منشأة المعارف بالإسكندرية، صحيح اللى يبحث يا ما هيشوف.

[email protected] com