رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

لقد أصبح السير فى الشوارع الآن محفوفاً بالمخاطر كمن يسير فى غابة مفتوحة، فالكلاب الضارية سواء مرخصة أو ضالة أصبحت منتشرة وتملأ أرجاء المناطق كلها سواء الشعبية أو الراقية ولم نسمع عن أى تدخل لتقنين اقتنائها ووضع ضوابط لها، ولم نرَ عضواً برلمانياً يطلب من الحكومة أن تطارد هذه الكلاب أو تستخدمها فى مناطق مغلقة كحقل تجارب، أو يقدمون طلب إحاطة للمسئولين بخصوص انتشار الكلاب المسعورة التى تلحق الأذى بالصغار والكبار، فتعقرهم وتنقل لهم الميكروب الذى يهدد حياتهم لقد أكدت إحصائية انتشار نحو 15 مليون كلب ضالّ بجميع الشوارع فى عدد كبير من المحافظات، ولم يرحمنا المسئولون عن حماية المارة من الكلاب الضالة التى توحشت لتركها دون رادع وتخليص المجتمع من براثنها ببضع رصاصات ليرحم المواطنين من أذاهم ونهشهم أجسامهم، فى الشوارع والحوارى بجميع المناطق.

وبين هذا وذاك برز نوع آخر من الكلاب يقتنيه البعض سواء من تسمح حالته المادية باقتنائه أو لا تسمح، ويتم السير بها كوحوش ضارية من باب الاستعراض فى الشوارع، والتباهى بتلك الكلاب ومنهم من يقف ليعاكس بها أو لإرهاب المارة. لقد تحولت الشوارع إلى سيرك وحلبة استعراض للبعض ممن وجدوا فى هذه الحيوانات تجارة رائجة بعيدا عن أعين الرقابة والضرائب وفى غيبة العقاب أو ضعف العقوبة لمثل هؤلاء، فعندما تسير فى الطرقات تجد مجموعات من الشباب يقفون على النواصى يمسك كل واحد سلسلة فى نهايتها كلب يتدلى لسانه من فمه، مناظر الكلاب تؤذى العين، تثير الرعب، تبث الذعر فى النفوس، وأثناء ذلك تتسبب فى فرار الأبناء من أيدى الآباء، وأحياناً الزوجات من جوار أزواجهن، وأحياناً الأسرة كلها تفر هاربة من كلب ينبح فى يد صاحبه على المارة، دعونى أنقل لكم مشهداً سيئاً لتحكموا أنتم؛ لقد استفزنى مشهد كلب كان بصحبة صاحبه وأمسك بقطة حية بفمه ولم يتركها إلا جثة هامدة، وسط تشجيع من صاحبه وأصحابه.

لقد أصبحت هذه المأساة ظاهرة يعانى منها ساكنو كافة المناطق المختلفة خلال الفترة الحالية، فهى كارثة يواجهها المجتمع المصرى.

لقد كان أشهر هذه الحوادث العثور على طفل نهشته الكلاب بشبرا، وطفل مدينتى الذى ترك فى قلوبنا الفزع والألم من جراء ما أصابه من جروح وعقر. وكان آخر هذه الحوادث الضابط الذى ذهب ليقابل صاحبه بالتجمع وأثناء انتظاره نهشه كلبا مهندس تركهما غير مقيدين وذهب ليصلى ليعقر الكلبان جسد الضابط وتمكن المارة من إخراج جسد الضابط من بين فكيهما. واعترانى الرعب والألم مما ذكره المجنى عليه من أنه لولا المارة لمات لا قدر الله.

إن ترك هذه الكلاب لا يقل ضراوة عن الإرهاب ولا يقل عن إرهابى أو قاطع طريق بل أشد فتكا لأن الكلب هو السلاح ذاته وهو من يطارد الضحية ليفتك بها بنفسه وأسرع من أى إنسان، ويمثل خطراً كبيراً على حياة المواطنين الكبار منهم والصغار، ففى السابق كانت وزارتا الصحة والزراعة بالتعاون مع المحليات يقومون بتعقيم الكلاب الضالة من جنس الذكور لكى لا ينجبوا وهو ما يقلل انتشارهم. أو اصطيادهم بطلقة، ونشر عربات جمع الحيوانات من الشوارع، فأين اختفت تلك السيارات، ولماذا اختفى هذا النوع من المكافحة للحفاظ على حياة الإنسان والبيئة فبرصاصة واحدة فى كلب ضال تنقذ عشرات البشر ونأمل أن يسن مجلس النواب التشريعات المناسبة، وأن يشدد العقاب وتغلظ العقوبة، فعقر كلب يساوى موت الإنسان المعقور أحياناً إذا ما تم إسعافه وملاحظته جيدا.. نرجو ونأمل تطهير المجتمع من ذلك.