رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

 

 

صرح أحد أهم فرسان وضباط الثورة، والرمز التنويرى التاريخى د. ثروت عكاشة عبر حديث صحفى، أجرته معه جريدة «الأخبار» القاهرية بمناسبة مرور نصف قرن على قيام الثورة.. قال: لو عَيّنَ «فاروق» «نجيب» وزيراً للحربية.. ما قامت الثورة!

لقد وضعت ذلك التصريح على صفحتى «الفسبوكية» دون وضع اسم قائله لأعرف وقع تلك الفرضية ومدى تقبل بُعدها السياسى على قارئها، فنالنى ما نالنى خلال أقل من ساعة سكن فيها التصريح صفحتى من عبارات الغضب وصل حد السباب غير اللائق والاتهامات الحنجورية المتسرعة، بل وطردى من رياض بعض صفحاتهم البديعة الوطنية إلى غير رجعة، وحتى بعد وضع اسم صاحب الافتراضية!. فقد عبروا -وأوافقهم- عن إيمانهم بقدر الرجال الأحرار وبمدى تصميمهم على إسقاط النظام الملكى فى حينه.. وكتبوا «قالوا عليها انقلاب محدود أو حركة مباركة هى لا يمكن تكون (فنكوش) دعائى لابتزاز ملك، وعندما يغدق هداياه يحدث التراجع عن إشعال فتيل الثورة»!

وقد تعرضت لذلك التصريح فى أكثر من مقال، والآن أضعه بين يدى قارئ جريدة «الوفد» ذلك الحزب العتيد فقد يكون له من رد الفعل ما يسبر الغور عن تفاصيل ذلك الحدث.

وقبل أن نظلم ذلك الفارس النبيل وأعظم وزير للثقافة عبر تاريخنا الحديث دعونا نتفهم مقصده، أعرض نصاً ما جاء على لسانه كاشفاً عن قدر رائع من التوفيق العجيب الذى صاحب قيام الثورة، قال: «لو أن الذكاء واتى فاروقاً لعَينَ محمد نجيب بعد أن انتُخب رئيساً لنادى الضباط وزيراً للحربية فلربما كان فى اختياره ما قد يُرضى به الضباط، ومما لا شك فيه أن محمد نجيب كان سيستجيب وهو وزير للحربية لمطالب وطنية وسياسية هى كل ما كان يبغيه الضباط الأحرار وقتذاك، ومن يدرى فلعله إذا كان قد تم هذا لكان للتاريخ مسار آخر غير ذلك المسار الذى اتخذه».

لقد بتنا نصادر-للأسف- حق بعضنا فى التفكير ووضع الفرضيات والبدائل للدراسة والتدقيق والتمحيص وتأمل فصل ومرحلة هامة من تاريخنا، حتى لو صدر ذلك من قبل أحد صناع تاريخ تلك الفترة!

نعم، وفارسنا الوطنى الرائع لا ينسى اللحظات الحاسمة التى أبلغه فيها «عبدالناصر» بموعد الثورة: بعد حريق القاهرة، عندما زاره ومعه «عبدالحكيم عامر» فى منزله، وتأكيد «ناصر» على أنه قد آن الأوان للقيام بالحركة مع تقدير الموقف من الناحية العسكرية واستعراضهم فى تلك الجلسة شتى الاحتمالات، ومنها توقع تدخل جيش الاحتلال البريطانى بما يملك من أسلحة وقوة نيران واتجاه ضربته الرئيسية، والموازنة بين هذا وما بين ما لدى الأحرار من خطط وأسلحة، وعلى الرغم من رجحان كفة العدو، فقد وافق الثلاثة على مواجهة الموقف بمخاطره ومصاعبه.. تلك كانت «فرضية عكاشة» وما كان يعنيه أحد أحرار يوليو، وذلك موقفه وقراره الثورى، فما رأيكم دام فضلكم؟

 

[email protected] com