رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة البداية

 

 

أحياناً يستقزك أمر وتقتحمك مشكلة سخيفة تجعلك تقف أمامها متعجباً لا تجد لها تفسيراً مقنعاً ولا مبرراً يفك لك طلاسم الحكاية.. ولا تجد رداً على كل من يقابلك ويسألك باعتبار إنك صحفى، ويجب ان تكون عليماً ببواطن الأمور و بالكثير مما يجرى حولنا.. والحدوتة ليس لها علاقة مباشرة بالرياضة التى تعودنا على الكتابة فى أمورها، ولكن العلاقة ربما غير مباشرة.. وتتعلق بـ(الصندوق)!!.. وهنا لا أقصد صندوق النقد الدولى ولا صندوق التبرعات ولا صندوق النذور، إنما أقصد صندوق (القمامة) الذى فجأة ودون سابق إنذار اختفى من جميع شوارع (مصر الجديدة) بطولها وعرضها وميادينها المختلفة، والتى تعوَّد الآلاف على التخلص من القمامة بإلقائها فى هذه الصناديق التى تتولاها هيئة النظافة والأحياء!

فى يوم وليلة اختفت جميع الصناديق وضرب المواطنون أخماساً فى أسداس.. البعض قال اللصوص (سرقوا الصندوق).. والبعض الآخر أفتى بأنهم رفعوها من أماكنها المعتادة لأنها متهالكة وسوف يتم استبدالها بأخرى جديدة ونظيفة.. ولكن كانت الصدمة عندما علموا أن الصناديق لن تعود مرة أخرى إلى أماكنها وعلى كل مواطن ان يصرف نفسه بمعرفته.. ورغم أن الرسوم الخاصة بالقمامة يتم تحصيلها على فاتورة الكهرباء إلا أن الوضع الجديد يحتم على كل مواطن إما أن يحتفظ بالقمامة الخاصة به أو أن يسير مسافات طويلة - وهى العلاقة الوحيدة بين الرياضة ورفع صناديق القمامة - من أجل الوصول إلى صندوق منسى لم يتم رفعه للتخلص من القمامة!!

والسؤال الذى يطرح نفسه من هو العبقرى صاحب هذا القرار؟.. وهل هى محاولة لإجبار المواطنين على التعامل مع شركات خاصة للنظافة؟.. والأدهى من ذلك أن سيارة خاصة بحى مصر الجديدة تسير فى الشوارع وبها أحد مهندسى الحى ومجموعة من عمال النظافة.. وتمر على الأماكن الخاصة بالصناديق التى تم رفعها وإذا صادفوا مواطناً حائراً بسبب القمامة ويضطر فى النهاية لوضعها فى نفس المكان الذى كانت به الصناديق قبل رفعها، يهددونه بتحرير محضر ضده، وإذا حاول مناقشة المهندس والتفاهم معه يؤكد له أنه لن يتم وضع صناديق مرة أخرى ويعطيه كارتاً لإحدى الشركات الخاصة للنظافة للاتصال بها وترتيب أموره معها.. والمؤكد أن كله مقابل عمولة!!

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، ينتهى الحوار بنصيحة من مهندس الحى للمواطن الحائر بأنه حتى لا يتم تحرير محضر له عليه أن (يراضى العمال) الذين معه.. ويدفع المواطن (المعلوم) حتى يخرج من هذا المأزق السخيف الذى وضعته فيه هذه الظروف الغريبة وهذا القرار العجيب!!

 

[email protected]