رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

التعليم فى مصر أشبه بفقير يأكل يومياً الفول ولكن بملعقة من ذهب.. فنحن نمتلك ثروة من التراث التعليمى، عقولاً وأبنية ولكن الناتج فقير.. وإذا لم يفعل الرئيس السيسى شيئا طوال فترة رئاسته سوى تطوير التعليم.. فيكفيه منّا، ويكفينا منه، أنه حقق إنجازاً لم يسبقه إليه رئيس قبله.. وكل الدول التى أرادت أن تتقدم بحق بدأت بالتعليم.. وبالتعليم فقط لا بالإنشاءات العظيمة ولا بالمشاريع الكبرى.. ولا حتى بالأنفاق والكبارى والطرق.. فماذا فعلت مصانع عبدالناصر فى بلد بدون تعليم، وما كان قيمة سلام السادات فى شعب بلا تعليم.. وكيف أدى سقوط التعليم نهائياً أيام مبارك إلى سقوطنا جميعاً.. وكانت النتيجة لم ينجح أحد سوى الفساد؟!

وإذا كانت الحقيقة المريرة أننا نعانى فقراً فى التعليم.. ولكننا أغنياء بالمعلمين فى المدارس، وأعضاء هيئات التدريس فى الجامعات، وبكل المنشآت التعليمية من الحضانة إلى الجامعة بما تضم من معامل ومراكز بحوث ودراسات ودور نشر وطباعة وتوزيع.. وفوق كل ذلك طلاب يجتهدون، غالباً، للحصول على التعليم الصحيح، ويحاولون بما لديهم من قابلية للمعرفة والاطلاع لتطوير إمكاناتهم وقدراتهم التعليمية حتى بعيداً عن المؤسسات الحكومية، من خلال الدورات والدبلومات لاكتساب لغة جديدة أو لتطوير المهارات وإعادة تأهيل أنفسهم بأنفسهم لسوق العمل من أجل الحصول على فرصة وظيفية مناسبة تحقق لهم أفضل حدود المتطلبات والاحتياجات الحياتية.. وكل ذلك ثروة لا تقدر بثمن ولكنها فى منظومة تعليمية فقيرة!

ولا أعتقد أن اكتشاف مائة بئر غاز أو بترول مثل «ظهر» أو غيره يمكن أن يجعل مصر، من الدول المتقدمة أو المتحضرة.. فقد أغدقت الطبيعة على دول كثيرة بالبترول والغاز، سواء فى منطقتنا العربية أو غيرها، ولكن معظم هذه الدول ظلت على حالها، بينما البعض منها، التى حرصت على تعليم أبنائها، واتخذت من التعليم طريقاً ومنهجاً للتقدم نجت من التخلف.. وقد نجحت الدول الخليجية فى إنفاق المليارات من عوائد البترول على التعليم سواء ببناء مؤسسات تعليمية متقدمة فى الداخل او بإرسال الأجيال الجديدة فى بعثات تعليمية الى الخارج.. هذه الأجيال هى التى تعمل الآن بكفاءة فى كل قطاعات وهيئات هذه الدول بينما دول بترولية أخرى، أنفقت كل عوائدها على الحروب والمؤامرات وعلى مشاريع نووية فاشلة ظلت على تخلفها، إن لم يكن أسوأ، كما كانت قبل اكتشاف البترول فيها!

ويُحكى عن ملكين.. أحدهما كان يحكم مملكة صغيرة وغنية، ولكن شعبه كله من الفقراء.. والآخر يحكم مملكة واسعة وفقيرة.. بينما شعبه كله من الأغنياء.. الملك الأول لم يهتم بالتعليم وكان وزيره جاهلاً بينما الملك الثانى أنفق كل ما يمتلكه على التعليم وكان وزيره متعلماً.. وفى يوم من الأيام خرج الملكين فى رحلة برية طويلة، فتورمت أقدامهما من المشي.. فطلب الملك الأول من وزيره الجاهل حلاً لا يجعله يشعر بالألم وهو يتنزه فى حدائق مملكته فاقترح عليه الوزير بتغطية شوارع المملكة كلها بالجلد.. وعندما طلب الملك الثانى من وزيره المتعلم حلاً يخفف عنه الألم وهو يمشى متفقداً أحوال مملكته فاقترح عليه بوضع قطعة جلد صغيرة تحت قدميه.. فكانت هذه الحكاية هى بداية اختراع الأحذية.. ولكنها كانت أيضا نهاية المملكة الغنية!

 

[email protected]