رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن صاحب الشخصية المتطرفة في أغلب الأحوال يعانى من ضحالة معرفية بتعاليم وثوابت دينه، بل تصله في الغالب أيضاً مشوهة أو منقوصة، وفي الأغلب الأعم نرى له قراءة أحادية الرؤية والنظرة في الحكم على ما يتعامل معه من أحداث لو حاول تقييم قدرها، والمتشدد يرى أنه وحده الذي ينبغى أن يتمتع بحرية التعبير والبوح والقول، وبمجرد الدخول في جدل مع الآخر ترتفع لديه وتيرة الغضب تدفعه إلى تصرفات تتسم بالرعونة ورفض التحاور الطيب، والمتطرف لا يقيم وزناً لأجواء ومعطيات الواقع، ولا يحاول استشراف تبعات ما يطرحه من آراء إن كانت إيجابية أو سلبية.

وعلى سبيل المثال، ونحن نعيش الآن معاناة الشعب الفلسطينى من بطش جنونى من جانب قوى العدو الصهيونى، أتذكر مقولة الشيخ نبيل نعيم القيادى السابق بالجماعات الجهادية «لقد أفتى مفتى حماس بتاريخ 13 يونيو 2007 أن من قتل فتحاوياً يدخل الجنة، فقُتل في ذات نفس اليوم 700 فتحاوى، وتم الإلقاء بهم من أعلى العمارات، وهو عدد لم تحصده قيادات الغدر الإسرائيلية بتلك السرعة في أى عدوان على حماس».. وبالطبع لا أذكر تلك المقولة تخفيفًا من قدر بشاعات ممارسات عدو مستعمر، ولكن أصل الفكرة أنه بفتاوى ينسبها أهل التشدد كذبًا لتعاليم الدين، بات أمر بعض من يتعامل الناس معهم على أساس أنهم رموز دينية يمثل كارثة، وبدلاً من توحيد القوى الفلسطينية لمقاومة العدو سادت مفاهيم التطرف فطمست العقول، وضيّعتهم الصراعات البينية الخايبة!!

ومثال كمان، عندما نشروا الخبر القديم شوية « أكد الشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامى باسم الدعوة السلفية أن قضية عضوية مجلس الشعب لغير المسلم تحتاج إلى دراسة، فالبرلمان يجمع بين التشريع والرقابة على الحكومة. ومن حق غير المسلم ممارسة الرقابة على الحكومة، لكن في التشريع أرى أنه غير مناسب لهذا الدور، فهل هو ملزم بدراسة الشريعة الإسلامية لأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى للتشريع، ولذلك هناك إشكالية، مضيفاً أن تعيين وزراء أقباط يحتاج دراسة أيضاً. إن الأقباط يصلحون للمهام الاستشارية والتنفيذية مثل كبير الأطباء أو كبير أى مهنة وأى منصب تنفيذى. وأضاف أن دخول المرأة البرلمان «مفسدة» وميدانها الرئيسى البيت، وأن تنشغل فقط بتربية الأولاد»..

أما بمناسبة فشل «الشحات» في الانتخابات، فكان الخبر التالى «احتفل العشرات من الشباب أمام لجنة الفرز بالإسكندرية بسقوط الشحات، ورفعوا فى وجهه لحظة خروجه من لجنة الفرز صور نجيب محفوظ الذى اعتبر الشحات أدبه يحض على الرذيلة وينشر الدعارة»!!.

رحم الله الشاعر الرائع نزار قبانى لما قال في الطائفية: خرجتُ اليوم للشّرفة على الشّباك جارتنا المسيحيّة تحيّينى/ فرحتُ لأنّ إنساناً يحيّينى/ لأنّ يداً صباحيّة.. يداً كمياهِ تشرينِ / تلــوّحُ لى.. تنــادينى/ أيا ربّى متى نُشفى تُرى من عقدةِ الدّينِ؟/ أليسَ الدّين كلّ الدّين إنساناً يحيّينى/ ويفتحُ لى ذراعيهِ ويحملُ غُصنَ زيتونِ.