عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يذكر لنا تاريخ الكنيسة القبطية، أنه فى ستينات القرن الأول جاء مرقس الرسول إلى مصر وكان تكريزه بالمسيحية، وكانت الكنيسة الواحدة المحلية فى ذلك الزمن التى انتمى إليها كل المصريين فى مواجهة اضطهادات ذلك الزمن.

والغريب استقلالية تلك الكنيسة رغم وجودها فى بلد يرزح تحت نير الاستعمار، فمصر آنئذ كانت ولاية تابعة لروما، ثم تابعة لبيزنطة، ولكن الكنيسة المصرية كانت مستقلة، رئاستها فى مصر، ولا تتبع أى كنيسة فى العالم.

يقول الكاتب والمفكر الراحل وليم سليمان قلادة: «أتصور أن المصريين فى أعماقهم، أو عقلهم الباطن كانوا يريدون أن تكون بلادهم ككنيستهم مستقلة!.. لقد ظل سمت الاستقلال مهيمناً على كل أنشطة الكنيسة المصرية خلال هذه الآونة، ودخلت به هذه الكنيسة المعارك الدينية والمعارك الوطنية فى مواجهة الخارج».

لقد كان بطاركة الكنيسة القبطية كما يؤكد «قلادة» هم الزعماء المعبرين عن مصر كلها، وشملت طقوس الكنيسة من بدايتها وحتى اليوم، فى كل قداس صلوات مخصوصة من أجل أرض مصر وزروعها وثمارها وشعبها، وهى صلوات شعر تعبر عن الافتنان بجمال مصر، وتوجه الشعب إلى الانتماء إلى هذه الأرض، والتعب من أجلها، وخدمتها الخدمة الحقيقية، وتوزيع المحصول بالعدل، أى أن الكنيسة خلعت البردة الدينية على العمليات الاقتصادية والإنتاجية، بحيث أخذ الانتماء إلى مصر منذ البداية طابعاً دينياً، حين كانت خدمة البلد هى واجباً دينياً يحاسب عنه المؤمن أمام الله، ثم كان بطاركة الكنيسة المصرية بحكم خلفيتهم العلمية اللاهوتية يتصدون بالمواجهة لـ«الخارج» أيضاً.

وتذكر أوراق التاريخ أنه وفى البداية أنشئت مدرسة إكليريكية لاهوتية فى الإسكندرية، لأن الإسكندرية كانت خليفة أثينا التى تضم كل الفلاسفة والعلماء اليونانيين، بعد أن صاغها الإسكندر الأكبر على هذا النحو كمركز ثقافى ومن بعده البطالمة، ومن هنا كانت الكنيسة المصرية تواجه فى الإسكندرية تحدياً فكرياً حقيقياً، ونهض علماؤها منذ البداية بمهمة المواجهة مع هؤلاء الفلاسفة، وحقق العلماء الأقباط الكنسيون أعلى مستوى من استيعاب الفكر اليونانى والفلسفة الإغريقية، وكانت الأسماء العظيمة المشهورة: إكليماندوس، وأورجيانوس، بان تينوس من آباء الإكليريكية اللاهوتية فى الإسكندرية الذين تتلمذ الأساقفة والبطاركة من الكنائس الأخرى عليهم.. (وللمقال تتمة نتوقف فيها عند محطات وطنية هامة فى تاريخ الكنيسة المصرية).

[email protected]