عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

مسلسلات رمضان هذا العام تعطى إشارات مهمة، فمسلسل «كلبش» كان له الفضل فى تحسين صورة الضابط التى حاول البعض تشويهها وإظهار الخطر الذى يتعرض له الضابط يومياً وإخبار الشعب عن كم المعاناة والمشقة التى يتعرضون لها وكيف حياتهم وحياة عائلتهم فى خطر يومى، وأراد المخرج أيضاً إيصال رسالة بجعل سليم الأنصارى نموذجاً للإنسانية التى يجب أن يتحلى بها كل ضابط أثناء عمله، والرسالة الأهم أن دائماً هناك خائن داخل كل مكان يسهل للعدو إتمام جريمته، وتطرق أيضاً المخرج لنظام الجماعات المتطرفة وكيف يجذبون البعض لهم باسم الدين وما أغراضهم الحقيقية وهذا أيضاً يعتبر نوعاً من أنواع مكافحة الإرهاب وتوعية الناس عن طريق الدراما بعرض ما يحدث فى الواقع بطريقة درامية.

كما أن مسلسلات «أيوب» و«قانون عمر» و«ضد مجهول» تطرقت لمسألة مهمة: أن الكثير من هم فى السجن مظاليم والظالمين هم من بالخارج! وأى شخص يستطيع تلفيق تهم للآخرين، وتدعو الناس أن تكون أكثر حيطة وحذراً من الجميع حتى المقربين، فالقانون لا يحمى المغفلين، فمسلسل «أيوب» الذى وّضّحّ أن المجتمع من الممكن أن يجعل من شخص برىء مجرمَ فصور لنا المخرج دخول أيوب السجن بسبب كمبيالات وكيف ارتكب أكثر من جريمة عقب دخوله السجن وهو ليس بمجرم!

وأظهر كلاً من مسلسلى «أيوب» و«ضد مجهول» فئة من المحامين الذين يستخدمون بعض من الأساليب غير القانونية والمخالفة للضمير لإفلات الجناة من العقاب فيصبحوا عقبة أمام تحقيق العدل! فما الحال بشأن هؤلاء المتواجدين فى المجتمع وبكثرة الذين يستغلون أصحاب القلوب المريضة ومنعدمى الضمير لتزوير شهادات مستعينين أيضاً بشهود زور! مما يجعل البعض يخشى الذهاب للمحاكم والحصول على حقهم بالقانون لأنهم يعلمون أن القاضى يأخذ بالأوراق والأدلة المقدمة ويستغل هؤلاء ذلك لإفلات الجناة من العقاب مما يجعل المظلومين يلجأون لأخذ حقهم بنفسهم بدون الذهاب للمحاكم!

فالدراما تعكس الواقع المؤلم الذى يطيح القوى فيه بالغلبان بماله أو بسلطته، ولكن الحل الأول الوعى بالقانون! فمن الأهمية أخذ الحيطة والحذر خاصة فى التعاملات اليومية والدين حثنا على ذلك وعلى توثيق العقود وشهادة الشهود، وآية الدين التى هى أطول آية فى القرآن تؤكد ضرورة حفظ المال، ورعايته، وعدم تضييعه من خلال كتابة الدين، والاستشهاد بالشهود.

ومسلسل «ضد مجهول» تناول مسألة مهمة ألا وهى ما الحل إذا كان هناك جناة ارتكبوا جرائمهم ولكن بسبب بعض المحامين منعدمى الضمير يحصلون على البراءة بسبب أخذ القاضى بالأدلة المقدمة فقط، فهل هناك اختصاصات ومهام تُضاف للقاضى حتى يستطيع أن يحقق العدالة؟.. فهل أيضاً الدراما وضعت لنا الحل من خلال فيلم «طائر الليل الحزين» الذى قام فيه البطل الذى لعب دور رئيس المباحث بالبحث بنفسه عن براءة المتهم وجمع الأدلة إلى أن حصل المتهم على براءته، فهل من الممكن أن يتحقق ذلك على أرض الواقع إلى أن تتحقق العدالة المطلوبة.

كلية الحقوق جامعة الإسكندرية