عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات


الأحداث السريعة المتلاحقة خلال الفترة الماضية، نتصور أنها خارجة عن المألوف، وتحمل رسائل سلبية يأباها العقل، أو مدلولات بعيدة عن الفهم والإدراك.. ولذلك عندما يفكر الإنسان في كل ما يحدث حوله، يجده نوعًا من العبث الممنهج!

الأيام الفائتة شهدت أمورًا كثيرة، تبعث على السخرية والأسى والحزن، وواقع يشبه سيناريو أحد أغرب أفلام الخيال العلمي، قد لا تُسعف الذاكرة استعادة أول مشهد فيه، قبل أن تنتهي من كتابته، أو وضع نهاية له.

ما يحدث حولنا، يجعلنا نلوذ إلى «الصمت»، عندما نعجز عن الكتابة، أو في رحلة البحث عن أجواء من الحرية، لكي نعبر عن معتقداتنا أو اتجاهاتنا وميولنا، بشكل مختلف، قد يخالف الأجواء السائدة المشحونة بالرعب!

لا شك أن الكتابة بالنسبة إلى أي كاتب شديدة الارتباط بحركة الحياة، التي تتحرك معها قدرته على التفكير والتعبير والإبداع، لأنها مرتبطة بإحساسه بأنه موجود بين الناس.. يتفاعل معهم، ويشعر بأنه جزء منهم.

ولكن، ربما تكون حركة الحياة، أسرع من التوقعات أو الاستنتاجات، ما قد يجعل التحليل معها جزءًا من التنجيم بالغيب، فتعجز الكلمات وتتلعثم الحروف، ويبقى «الصمت» هو الملاذ الآمن، لرسم أمل حر، ونقش مفاتيح السعادة على جدرانه.

عندما يجتاح الإنسان شعورًا بالخوف، ويستقر في داخله، لن يستطيع التخلص منه بسهولة، لأنه إحساس بقلة الحيلة والهوان والضعف الذي يشل حركته وتفكيره، فيسلب النفس مذاق الراحة والطمأنينة.

ونحن صغارًا، كنَّا نخاف من سرد بعض الحكايات والحواديت التي تلجأ إليها الأم أحيانًا، لإسكات أبنائها، أو إخافتهم عندما يرتكبون خطأً ما، ثم تمر السنوات، ليتبدل مفهوم الشعور بالخوف، حين يصل الإنسان إلى مرحلة سِنِيَّة معينة.

من الطفولة إلى المراهقة، فالشباب، ثم الكهولة، مراحل عدة، تتبدل فيها مشاعر الخوف، وفقًا لكل مرحلة، بدءًا من «أمنا الغولة»، مرورًا بالقلق والتوتر الذي يُصاحب فترات الامتحانات، ثم الرعب من «زوَّار الفجر»، أو التصادم مع «المواطنين الشرفاء»، أو الخوف على مستقبل الأبناء والمصائر التي تنتظرهم.

إن الشعور الإنساني، يعتريه الخوف، ولو بنسب متفاوتة، فهناك كثيرون يخافون بلا سبب، أو لأسباب واهية، وآخرون يخافون إلى حد الرعب، مما يجعل حياة الإنسان تفتقد مذاقها وحرمانها من أي متعة، لتجلب له الحزن والأسى والشفقة.

ولأن الخوف الذي يعتري الإنسان يجلب له دائمًا الإحساس بالهوان والضعف والمذلة، ويجعله حائرًا عاجزًا منطويًا على نفسه، فيكتفي فقط بمراقبة ذاته المنهارة، بل يحسد الآخرين على الطمأنينة التي يشعرون بها!

لعل أصعب أنواع الخوف لدى الإنسان، هي الخوف من الناس، خصوصًا إذا تملَّك الشخص الجُبن واعتاد التنازل عن حقوقه والتفريط فيها، بحيث لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، أو مواجهة الآخرين بأخطائهم وظلمهم.

قد يلجأ الإنسان إلى الخوف، مُرغَمًا.. أو مُختارًا، لكنه غالبًا يكون زاهدًا مكتفيًا بالابتعاد عن تناول حبوب الشجاعة، على قاعدة «كفى الله المؤمنين شر القتال»، فيتجنب الإقدام أو المواجهة، وفقًا لمقولة «الباب إللي يجيلك منه الريح»!

وما إن يُفضِّل الإنسان الخوف، حتى يعتاد عليه، ليصل إلى مرحلة الرعب، وينقلب الحال إلى مرض مزمن لا تُفلح معه المهدئات أو المسكنات أو حتى العقاقير الطبية، لأن الموضوع يحتاج فقط إلى «الشجاعة» في مقابل تجاهل الخوف بكل أشكاله.

وأخيرًا.. لكي نتغلب على مخاوفنا، ينبغي التغلب على أنفسنا أولًا، وأن نواجه الخوف والرعب والقهر والظلم والإرهاب وخفافيش الظلام.. ولو بالقلب، وذلك أضعف الإيمان، وألا نستسلم لمقولة «الخوف علينا حق»!

[email protected]