رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن السيد المسيح قد أحدث وقاد ثورة للتغيير والإصلاح‏،‏ ثورة فى التفكير والتدبير‏,‏ وفى إرساء المفاهيم السليمة للقيم، إلا أن تعاطينا وتعاملنا مع إصلاح مشاكل المجتمع الآنية لا يمكن أن يكون بنفس السبل وآليات إيقاع تنفيذها كما كان فى زمن الأجداد أو حتى الآباء.

فى هذا الصدد، نتذكر قول قداسة البابا شنودة الثالث «إن السيد المسيح كان وديعا‏,‏ وكان أيضا شجاعا‏:‏ يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة‏,‏ ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة‏، وقيل عنه إنه لا يخاصم ولا يصيح‏,‏ ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته‏.‏ (مت ‏12:2019).‏ ولكنه كان جريئا في الحق‏,‏ لا يجامل فيه أحدا‏.‏ يقف إلى جوار الحق والقدسية بكل قوة فى هيبة واقتدار‏.‏ لما وجد اليهود لا يتصرفون بما يليق بكرامة الهيكل‏,‏ قام بتطهير الهيكل بكل حزم‏.‏ أخرج كل الذين كانوا يبيعون فيه ويشترون‏.‏ وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام‏.‏ وقال لهم مكتوب بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص‏ (‏مت‏21:1312)...»

لا بد أن يكون التغيير شاملاً للكيان الإنسانى كله وقادراً على الاستمرار حتى إلى الخلود.. فما قيمة تغيير يصيب الجسد والمادة والزمن فقط، ولا يقود إلى تغيير الفكر والنفس والروح، ويقود إلى حياة أبدية؟! يقول بولس الرسول «تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم»..

أخيراً، لقد نالت مريم من قبلك أيها المسيح كل كرامة المتزوجات.. لقد حبلت بك بغير زواج.. كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة إذا أخرجت من الأرض الظمأى ينبوع لبن يفيض.

فى تأمل لـ«مار إفرام السريانى» يكتب: عجيبة هى أمك أيها المسيح لا يستطيع أحد أن يعرفها.. هل نسميها عذراء؟ هو ذا ابنها موجود.. هل نسميها متزوجة؟.. فهى لم تعرف رجلاً.. فإذا كان لا يوجد من يفهم أمك من يكون كفئًا لفهمك أنت؟.. سيد الكل دخلها فخرج إنساناً.. المسيح دخلها فأصبح عبداً.. الكلمة دخلها فصار صامتاً داخلها.. راعى الكل دخلها فصار منها حملاً.. إن بطن أمك قد غيرت أوضاع الأمور يا منظم الكل..الغنى دخلها فخرج فقيراً.. الغالى دخلها فخرج فى صورة متواضعة.. الضياء دخلها فأخفى نفسه.. معطى الطعام دخلها فصار جائعاً.. مُروى الجميع دخلها وخرج ظمأن.. ساتر الكل خرج منها مكشوفاً وعريان.

كل عام وشعبنا المصرى بخير ويتوق دوماً للتغيير الإيجابى.

[email protected]