رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

ليست لوغاريتمات، وليست ألغازًا، ولا توجد مفاجآت، ما قام به الرئيس الأمريكي  «ترامبو» كما أطلقت عليه  الراقصة «فيفي عبده»، هو قرار مخطط ومدروس ضمن مخططات الغرب لاستقرار دولة إسرائيل التى زرعوا كيانها في أرض فلسطين بوعد بلفور  عام ١٩١٧، إرضاء لليهود، والآن وبعد مائة عام  يعاودون الكرّة ليمنحوا اليهود «القدس الشريف» عاصمة لكيانهم الصهيوني، عن طريق «ترامب»، الذي أزعم أنه جاء فقط لأداء هذه المهمة، ضمن مخططات الإدارة الأمريكية لتمزيق أوصال الأمة العربية، بالفتن، وبالربيع الدموي، والإرهاب الأسود، لصالح أن تبقى إسرائيل!

إن ما أقدم عليه «ترامب» لن يعطي صكًا لإسرائيل بأنها ملكت مفاتيح «أورشاليم» كما يدعون، ولكنه يعطي رسالة للعرب أن كل مخطط تم تنفيذه في العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، كان لإتمام هذه الصفقة، وأن كل ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها من أصحاب الأجندات، كان تنفيذا لخريطة الربيع العربي، وفرض الهيمنة والسيطرة على مقدرات الأمة العربية، لنهب أموالها، وثرواتها، من البترول والغاز، وتوفير سلاح الإرهاب الأسود لتدمير بنيتها التحتية، وزرع الفتن بين المذاهب، وهذا ما حدث في العراق وسوريا، وليبيا، واليمن، وكان مخططا لمصر بصفتها الدولة الأم، لولا فطنة الجيش المصري، وأجهزته السيادية الذين أداروا أكبر وأخطر حر من حروب الجيل الرابع، لإفشال تلك المخططات ، لكى تبقى مصر.

الوقت الآن لا يحتمل مزايدات، ولن يأتي النصر بالأغاني والشعارات، ورفع لافتات المزايدة، والكيد، والمكابرة، من أجل نيل مصالح لأطراف ضد أطراف، وهو ما يعمل عليه الغرب وأمريكا جاهدين للنيل من مصر التى استطاعت فى وقت وجيز أن تبني لها كيانا قويا بين الدول الكبرى، بل واستطاعت أن تنفض عن كاهلها العباءة الأمريكية، بل وتمسك هى اللجام، بنيل ثقة العالم، وتنويع مصادر أسلحتها من كل دول العالم ، وتنفيذ برنامج تنمية شامل وسط حرب ضروس ضد الإرهاب، رافضة لأي إملاءات تفرض عليها من الغرب.

إن موقف مصر كان قويا في مجلس الأمن برفض واستنكار القرار الأمريكي وقالها مندوب مصر قوية، «لم ولن يتغير وضع القدس الشريف»، إن مصر ستظل على عهدها بتولى مسئولية الدفاع عن قضية الدولة الفلسطينية، والوقت الآن يحتاج إلى وقوف العرب وقفة قوية أكثر من أى وقت مضى، لتحجيم هذا الكيان الصهيوني، وإن كان وعد بلفور قد نجح في إقامة هذا الكيان في فلسطين، فإن وعد الله بإزالته باقٍ، ومهما فعل الغرب لن يستطيعوا تغيير وضع القدس الشريف، ثالث الحرمين وأولى القبلتين، وستبقى القدس عاصمة فلسطين رغم أنف المدعو «ترامبو»!