عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

أخيرًا قررت الحكومة إحالة الورقة والقلم إلى المعاش وإلزام المصالح والهيئات والوزارات بالتعامل الالكترونى وتدريب الموظفين على استخدام التكنولوجيا فى التعامل مع الناس أو فيما بين المصالح وبعضها ، وكان قد سبق هذا القرار بدء تطبيق التعامل الآلى على الموازنة ووقف استخدام الشيكات الورقية بين الوزارات والهيئات الحكومية وبالطبع قريبًا جدًا ستختفى النقود وتختفى أيضًا وظائف ومهن كثيرة وتختفى معها أخلاق الفهلوة وفتح الدرج وفتح مخك وأمراض مجتمعية مزمنة عانى منها الناس ردحًا من الزمان.

وباستخدام إنترنت الأشياء وتطبيق الحلول الرقمية سوف تندثر مهنة النشالين والحرامية فلن يجد النشال فى المحفظة التى ينشلها نقودًا وإنما كروت ذكية لا يمكنه استخدامها وإذا سرق موبايل أو ساعة لن يفلت بها أبدًا فسوف تفضحه التكنولوجيا وأيضًا لن يستطيع الحرامية دخول المنازل أبدًا فليس هناك كلون أو مفتاح وإنما يتم الفتح بالكارت أو من خلال الموبايل وسوف تختفى أيضًا مهن كثيرة من بينها الصحافة الورقية والطباعة وصناعة الورق. 

وتختفى أيضًا مافيا مرتبطة بهذه الصناعات كما تختفى الدروس الخصوصية ودروس محو الأمية وحضروا من فضلكم ورقة وقلمًا ومرايا وخلوا بالكوا معايا والكلام القديم ده كله وتصبح الأمية الحقيقية لمن لا يعرف استخدام الموبايل أو الكمبيوتر ولا يجيد التعامل مع مفردات التكنولوجيا.

معنى ذلك أن نور التكنولوجيا سوف يبدد ظلام الجهل والفساد والمعاناة وسوف تقوم التكنولوجيا أيضًا بالأعمال الشاقة بدلًا من الانسان بمجرد لمسة أو همسة.

والآن أين نحن من كل ذلك؟ أقول لك نحن على الطريق ولكننا نسير بسرعة لا تتناسب مع حركة الكون والتطور المذهل ولك أن تتخيل أن تكنولوجيا الفور جى لم تدخل مصر إلا مع آخر الدول المتخلفة ولك أن تتخيل أننا فى مدارسنا وجامعاتنا مازلنا نعتمد على الأوراق والمذكرات وننفق مليارات هباء فى طباعة كتب لا ينظر فيها أحد ومازلنا أمام نظام تعليمى متخلف بعيدًا كل البعد عن الدنيا وكأننا فى كوكب مستقل ومازالت أمور كثيرة داخل دواوين الحكومة مثلما كانت فى أيام الدولة العثمانية أو المماليك.

وما هو الحل؟ أقول لك إن الحل جاهز ولكن يجب أن تكون هناك أولويات ، فبرغم كل المشاكل والأزمات اليومية التى يجب على الحكومة مواجهتها فى ظل هذه الأوضاع الصعبة إلا أنه أيضًا يجب أن تكون التكنولوجيا من الأولويات مع الخبز لأنه المفتاح السحرى لحل معظم المشاكل وبدلا من التعامل مع الأزمات والمشاكل مباشرة بشكل يومى يمكن بتطبيق رقمى واحد حلها جميعا، فقط الارادة ثم الادارة الحاسمة وبجدول زمنى محدد ومتابعة دقيقة يومًا بيوم.