رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

كان الرغيف- وما زال- محور اهتمام وزراء التموين علي اختلاف توجهاتهم، وما فعله الدكتور علي مصيلحي منذ أيام من العودة إلي منظومة الخبز التي نفذها المهندس أبوزيد محمد أبوزيد، وزير التموين الأسبق، هو أمر طبيعي ومتوقع.

منذ سنوات وأنا أري أن هناك تشابهاً كبيراً بين رغيف الخبز والثانوية العامة.. كلاهما أزمة مزمنة يعيشها المصريون.. الرغيف صداع مزمن في رأس كل وزير يتولي حقيبة التموين.. والثانوية العامة صداع مزمن في رأس كل وزير يتولي حقيبة التعليم، كل وزير يأتي للتموين يحول الغلابة إلي حقل تجارب.. ويجتهد في اختراع منظومة يسجلها باسمه ويا حبذا لو اخترع لها شعارا يرسخ في الأذهان.. وكان آخر هؤلاء هو الدكتور علي مصيلحي الذي فضل العودة لمنظومة قديمة لم يذكر اسم صاحبها لا من قريب ولا من بعيد.. وكل وزير للتعليم يأتي وعلي رأس أولوياته الثانوية العامة.. يخترع نظاما جديدا للثانوية  يتحول فيه الطلاب إلي حقل تجارب ويأتي الوزير التالي له ليلغي هذا النظام، ويعلن عن نظام  جديد حتي يحسب له ويسجله باسمه.. ما عاصرته وأتذكره في هذا الأمر هو التخبط الذي حدث منذ تولي الدكتور فتحي سرور وحتي الدكتور طارق شوقي.

لا وزراء التموين الذين عاصرتهم منذ الدكتور جلال أبوالدهب وحتي الدكتور علي مصيلحي فعلوا شيئاً ولن يفعل اللاحقون لهم طالما أن التفكير يدور في نطاق ضيق ولم تتوافر عند أحدهم الشجاعة في أن يمسك بمشرط الجراح، ويضع الحل الجذري وذلك بتحويل الدعم العيني إلي نقدي.

وعلي نفس الطريقة لم يفعل وزراء التعليم منذ «سرور» وحتي «شوقي» شيئاً ولن يفعل اللاحقون لهم طالما أن الجميع يدور حول فكرة اختراع العجلة، ولم يكن عند أحدهم الشجاعة  في أن يبدأ من حيث انتهي الآخرون في العالم.

كل هذا تجدد مع منظومة الخبز التي عاد إليها الوزير «مصيلحي» مؤخراً، وعندما كتبت المقال السابق عن الدكتور «جويلي» رحمة الله عليه، وقلت انه كان حالة خاصة وتعرضت لخبراته وإنجازاته في الوزارة وجدت تجاوباً كبيراً من الكثيرين وذكروني بما نسيت من كونه أول من طبق نظرية انتاج الرغيف من الذرة المخلوط.. فعل الدكتور «جويلي» رحمه الله كل ما في وسعه.. صحيح انه لم يقترب من الحل الجذري.. إلا أنه قدم تجربة محترمة في الوزارة، وحارب الفساد ودفع ثمن ذلك عندما حاول الفاسدون النيل منه وأخذوا يكيدون له حتي بعد خروجه من الوزارة.

ظلم الدكتور «جويلي» من جاء بعده خاصة إذا كان وزيراً مثل حسن خضر.. فالرجل ظل تائهاً في منظومة الخبز حتي رحل.. فالحقيقة أن خبراته لا تتعدي كونه رئيساً لبنك التنمية وهو بنك محدود ولا علاقة للعمل فيه بقطاع التموين.. ولا يخفي علي أحد أن الذي جاء بالوزير «خضر» إلي المنصب هو الدكتور يوسف والي وكان ذلك علي سبيل المجاملة البحتة.

واستمر صداع الرغيف حتي وصل إلي الوزير أبو زيد محمد أبو زيد صاحب التجربة التي عاد إليها «مصيلحي»، وهو ما سنتناوله في المقال القادم إن شاء الله.