عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قبل أن يغادرنا شهر يوليو وذكرى الثورة الناصرية، قد يكون من المناسب التعرض إلى بعض ما تم رصده فى مجال علاقة المسيحيين بنظام تلك الثورة فى أيامها الأولى، يرى الكثير من الباحثين أن المواطن المسيحى قد خرج من دائرة المشاركة فى العمل السياسى، وأن معالجة الأمر فى تطبيق مبادئ سعد زغلول ومصطفى النحاس التى صعدت بمصر فى زمانهم إلى مصاف الدول المتحضرة رغم وجود الاحتلال البريطانى قد غيبته تلك الثورة أو الحركة المباركة كما كان البعض فى البداية يطلقون عليها.

لاشك أن زمن عبدالناصر قد شهد حالة سلام اجتماعى وإنسانى نسبية بين المسلمين والمسيحيين، ولم يحدث فى فترة حكمه أن أثيرت الفتن الطائفية بالكم والبشاعة الذى حدثت به فى الزمن السادتى أو المباركى.

فى عهد ناصر كان قرار إنشاء مكتب التنسيق، والذى يرى البعض وأنا فى مقدمتهم أنه أحد أهم القرارات لثورة يوليو، حيث مثل وما زال الضمانة ذات الأثر الفاعل للغلابة والمساكين، ومن وصفهم البعض أنهم (أولاد الرجالة اللى مالهمش رجالة تانية تجيب لهم حقهم)، وأظن أن القرار قد قام بسد منابع الشكوى من التمييز على أساس الدين أو الوضع الاجتماعى فى ذلك الجانب.

وحول علاقة الكنيسة بالرئيس، فقد جاء فى خطاب لقداسة البابا كيرلس السادس «نشكر السيد الرئيس لأنه فى قيادته لجماهير شعبنا أثبت دائماً أن قيادته تتسم بالإخلاص والوضوح والصراحة»، وقال عن بيان 30 مارس وميثاق العمل الوطنى الذى صدر عام 1962: «البيان يؤكد من جديد ما نص عليه الميثاق، وهو الحل الاشتراكى وحماية كل المكتسبات الاشتراكية وتدعيمها والتعليم المجانى والتأمينات الصحية والاجتماعية وحماية حقوق الأمومة والطفولة والأسرة»..

لقد عمل البابا كيرلس السادس على تدعيم موقف الرئيس جمال عبدالناصر، فطالب الإمبراطور هيلاسيلاسى أن يتخذ موقفاً مؤيداً لقضية مصر فى الأمم المتحدة، وشارك فى العديد من الندوات والمؤتمرات الشعبية والوطنية التى كان يحضرها أقباط ومسلمين أحوال البلاد. وعندما قامت إسرائيل بضم القدس لأراضيها وتهويدها وغيرت وضعها قبل سنة 1967، قام البابا كيرلس السادس بالاتصال بالكنائس وحكوماتها لكى تؤيد عدم ضم القدس للأراضى اليهودية وأدلى قداسته بالعديد من الأحاديث الصحفية، وللتليفزيون الفرنسى من أجل الحقوق العربية فى مدينة القدس وتنفيذ قرارات مجلس الأمن (الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى - الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط - الجزء الأول).

ولكن يبقى لنا أن نناقش التالى:

• إنشاء حكومة الثورة لجامعة الأزهر كجامعة لتدريس العلوم الحديثة على غرار الجامعات العصرية، ومقصورة على الطلبة المسلمين فقط فى كافة التخصصات والانتساب إليها يتم غالباً بمجموع يقل عن نظيراتها فى الجامعات الحكومية، وبات المواطن المسيحى يسأل ألا يمثل إنشاء جامعات علمية على أساس دينى نوعاً من التمييز، وخلطاً بين ما هو دينى وما هو سياسى فى اتخاذ القرار؟.. وإذا كان هدف الجامعة إمداد المجتمع المصرى بمتخصصين ودعاة لهم خبرات معرفية متنوعة، فقد كان من الممكن الانتساب فى دورات تكميلية لدراسة علوم الدين بعد الحصول على الدراسة الجامعية فى الطب والهندسة وغيرها..

• إنشاء حكومة الثورة إذاعة القرآن الكريم، بينما كان يتم الاكتفاء ببث قداس الأحد كل أسبوع على إحدى الإذاعات الموجهة الضعيفة الإرسال.

• قيام وزير التربية والتعليم فى أول حكومة لثورة يوليو بإسقاط تاريخ الحضارة القبطية وشخوصها من كتب التاريخ واللغة والعلوم الإنسانية بشكل غير مفهوم!!

• تصريح لا ينساه الغاضبون من ثورة يوليو لأنور السادات فى جدة – عندما كان السكرتير العام للمجلس الإسلامى عام 1965- بأنه خلال عشر سنوات سوف يحول أقباط مصر إلى الإسلام أو تحويلهم إلى ماسحى أحذية وشحاذين (أسامة سلامة – مصير الأقباط – صفحة 217).

[email protected]