رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

بلاد تعوم على بحيرات من البترول.. ونحن نعيش فوق الآلاف من المقابر، وكأنه مكتوب علينا إما نسكن فى المقابر، أو نموت بداخلها، أو نعيش فوقها!

فقد كَثُرت الاكتشافات الأثرية فى الفترة الأخيرة، بصورة لافتة.. وغريبة، ومنها اكتشاف 17 مومياء فى المنيا. وقبله اكتشاف تمثال فرعونى ضخم فى المطرية، وفى 2016 اكتشاف مدينة قديمة كاملة تعود إلى سبعة آلاف عام، فى أبيدوس بسوهاج. وفى عام 2015 تم اكتشاف قبر إله الموتى أوزوريس وهو أهم الاكتشافات الأثرية، ومقبرة أثرية لملكة غير معروفة في منطقة أبوصير الأثرية.. كل هذا فى عامين فقط، وغير الاكتشافات الصغيرة التى لا نذكرها.. وغير الأكوام الأثرية المنتشرة فى كل ربوع مصر وتعرف وزارة الآثار وعلماؤها أنها تحوى آثار وقد تركوها كما هى لعدم وجود مخازن!!

ولا أعرف هل هذا زيادة فى حسن الحظ أم زيادة فى سوء الحظ ؟.. خاصة إننا نعيش ما بين دول تكاد تغرق من كثرة البترول تحتها.. السعودية من ناحية الشرق وليبيا من ناحية الغرب، والاثنين يعوما على بحار من البترول، ويمتلكان أكبر احتياطى فى العالم.. بينما نحن، وعلى امتداد نفس الأرض التى يعيشان عليها، نعانى من فقر مدقع فى البترول!!

قد يرى البعض أن الآثار أغلى من البترول، وبالطبع على عينى ورأسى. وإنها يمكن أن تدر دخلاً أعلى من البترول، وكمان على عينى ورأسى.. ولكن هذا الكلام يصلح لبلاد تعرف علوم التسويق والترويج، وتعرف فن إدارة امكانياتها.. ونحن آخرنا صورة جمل وحصان عند الأهرامات، وواحد بجلابية ينصب على سائح ليشترى منه ورقة بردى مضروبة أو تمثال فرعونى مصنوع فى الصين.. ونحن مثل غيرنا، حتى لا نضحك على أنفسنا، لا نجيد سوى استخراج المواد الخام وتصديرها كما هي، مثلما كان يفعل المستعمرون.. لا تصنيع ولا تعليب ولا تغليف ولا إعادة تدوير.. فهذه الأشياء تحتاج إلى علوم وعقول وإرادة وإدارة.. ونحن ليس لدينا الوقت لهذه الأشياء، فمازلنا مشغولين بتكفير المسيحيين.. أو بمحاربة من يكفرونا فهل ممكن يا رب أن تأخذ الآثار وتستبدلها بالبترول.. يا رب؟!