عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

شهد قصر الاتحادية الكثير من الأسرار والفضائح.. والعديد من الرجال الأبطال، والرجال الخونة.. وضمت غرفه العشرات من الانتصارات والمئات من الهزائم.. وكان فى حياة رئيسٍ قصراً للفساد أكثر منه قصراً للحكم، ومع رئيس آخر تحول إلى قصر للدسائس والمؤامرات لا قصراً للثورة والتغيير.. هذا القصر كان قبل 25 يناير وكراً للمفسدين، وقبل 30 يونية مغارة لعصابة التنظيم!

فى هذا القصر.. عاش من لا يستحق أن يكون رئيساً، ومن لا يستحق أن يكون مصرياً.. حيث تحول من قصر للعدالة إلى قصر للظلم.. ومن قصر للثورة إلى قصر للجماعة.. فمنه بدأت كل الكوارث التى تعيشها مصر فى هذه الأيام، ومنه يعانى المصريون من المآسى الآن.. وإذا عددّنا الوقائع والأحداث التى تمت صناعتها وصياغتها داخل هذا القصر، والتى كانت، وما زالت، سبباً فى كل هذا التردى الذى نعيشه على كل المستويات.. فلن تعد ولا تحصى، ولكن تبقى كارثة سد النهضة الإثيوبى هى المأساة الحقيقية، والذنب الذى لن يغتفر لكل من شارك فى ارتكابه داخل هذا القصر الملعون!

وفى الاجتماع الشهير، الفضيحة، فى قصر الاتحادية، الذى أذيع على الهواء مباشرة، للعالم كله، لمناقشة مشروع سد النهضة وتداعياته، وذلك إبان أسوأ فترات الحكم فى مصر حين استولت جماعة الإخوان البائسة على الثورة والسلطة والقصر.. وكانت النتيجة هى إضاعة الثورة.. ومصر كلها فى أقل من عام.. ففى هذا الاجتماع الذى حضره أسوأ نماذج القوى السياسية.. كان أحد الأسلحة التى استخدمتها إثيوبيا لإقناع الممولين والدول الكبرى بحقها فى استكمال بناء السد أمام مؤامرات المصريين عليها بضرب المشروع بالطائرات أو عمل انقلاب أو بكرة القدم.. أو.. أو.. وغيرها من الحلول الساذجة التى طرحتها يومها العقول التافهة!

وفى هذا اليوم، وبعد الاجتماع بلحظات أقنعت إثيوبيا السودان بأن تكون الأقرب لها من مصر.. ومن هذا اليوم نتمرغ فى وحل السد، وفى التفريط فى السودان أيضاً، وهى المأساة الأخرى التى لم يدركها للأسف بعض الإعلاميين والسياسيين المصريين والسودانيين.. فمثلاً علاقة مصر والسودان أكبر بكثير من زيارة الشيخة موزة، والدة أمير قطر فى رحلة سياحية للأهرامات السودانية.. وإن النزول إلى مستوى التعامل القطرى مع الزيارة، ككيد نساء، يقلل من شأن دولتين تاريخيتين وكبيرتين، مثل مصر والسودان.. وإن التعامل السطحى، وبدون فهم وعلم ووعى للعلاقات المصرية السودانية يضر بالبلدين، وإذا كان المصريون استعادوا قصر الاتحادية بعد 30 يونية.. فإنه من الضرورى أن يستعيد القصر العلاقات مع السودان.. لأنها السبيل الوحيد لمواجهة هذا التلاعب الإثيوبى بمستقبل البلدين!

وحتى لو كانت القيادة السودانية عليها مآخذ، فإنه سيبقى السودان هو العمق الاستراتيجى الجنوبى لمصر، وستبقى مصر للسودان هى بوابتها للشمال والعالم، وأنه مهما ذهبت مصر إلى ما وراء السودان للتعاون مع دول أفريقية أخرى، فإن السودان سيبقى هو البوابة الجنوبية والطريق البرى والنهرى لأفريقيا كلها، والتى لا بد من العمل بجدية، واستدعاء سياسات الستينات، ومدرسة بطرس غالى الدبلوماسية فى أفريقيا لاستعادة السودان بأى طريقة.. خاصة أن الشعب السودانى جاهز دوماً للقرب منك والاتجاه نحوك.. فهو شعب طيب ومحب لمصر والمصريين إلى أبعد الحدود.. لأن مصر بالنسبة للكثير من السودانيين هى الملاذ الآمن للعيش والعلاج والسكن.. فأين يذهب السودانى للعلاج مثلاً غير مصر؟!.. لأن مصر هى الأقرب له.. ولا أعتقد أن أوغندا أو إثيوبيا أو كينيا أقرب إلى السودان والسودانيين من مصر والمصريين.. ولذلك يتعجب السودانيون من محاولات البعض فى مصر والسودان، للتباعد بين البلدين.. ولسان حالهم يقول داير شنو يا زول؟!.. يعنى «ماذا تريد يا رجل؟»!