رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

بعبارات مقتضبة وكلمات قصيرة لخص الدكتور على مصيلحى وزير التموين - الجديد والقديم - أزمة رغيف الخبز التى اندلعت فجأة بعد قراره بتخفيض حصة الكارت الذهبى.. ويمكن أن أتوقف هنا أمام عبارتين يمثلان حجر الزاوية فى القضية المطروحة.. العبارة الأولى كانت رسالة اعتذار، أما الثانية فكانت كاشفة لسبب الأزمة.. وإذا بدأنا بعبارة الاعتذار فقد قال الوزير نصا: «أسف لكل مواطن لم يحصل على رغيف الخبز اليوم».

أما العبارة الثانية وهى العبارة التى تطرقت إلى سبب الأزمة فقد قال نصا: إن ما حدث فى بعض المحافظات يرجع إلى زيادة البطاقات الورقية عن الحصة المقررة لمخابز الكارت الذهبى بعد تخفيضها.

وعن العبارة الأولى فإننى أقول إن أسف الوزير غير مقبول لعدة أسباب: أولها أن الأمر يتعلق بسلعة استراتيجية وهى رغيف الخبز.. أما الطريقة التى تحدث بها والبساطة التى تناول بها الموضوع فهى تصلح للحديث عن أزمة فى سلعة مثل الآيس كريم مثلا.. والسبب الثانى هو أن اعتذار الوزير وتحركه جاء متأخرا لأن الأزمة بدأت مع بداية الأسبوع وقرر الوزير أن يتعامل معها فى البداية بسياسة الطناش، ثم اضطر بعد عدة أيام أن يفتح الموضوع ويعتذر على أمل ان يتدارك ما حدث.. ولكن للأسف الأحداث كانت أكبر من اعتذاره.

أما العبارة الثانية التى كشف فيها الوزير عن سبب الأزمة فهى عبارة غريبة ومستفزة.. فالوزير يتحدث عن زيادة البطاقات الورقية عن حصة الكارت الذهبى بعد تخفيضها، وكأن الأمر كان يمثل لغزا قام هو بحله وفك طلاسمه.. وتحدث عن تخفيض حصة مخابز الكارت الذهبى وكأن الذى اتخذ هذا القرار وزير آخر غيره وأنه فوجئ به.. فضلا عن الإيحاء الذى تركه عند كل من تابع مؤتمره الصحفى بأن هذه الأزمة حدثت بصورة مفاجئة وأن ما حدث لم يكن فى الحسبان.

لقد كانت وزارة التموين هى أول وزارة أعمل فيها كمندوب صحفى لجريدة الوفد وذلك قبل انتقالى إلى مجلس الوزراء، وكان المرحوم الدكتور جلال أبوالدهب وزيرا للتموين وقتها، وعاصرت بعد ذلك وزراء عظام فى مقدمتهم المرحوم الدكتور أحمد جويلى الذى كرس حياته للدفاع عن الفقراء.. وعلى مدار سنوات طويلة منذ أول يوم دخلت فيه الوزارة وحتى هذه اللحظة والأزمة واحدة.. والكلام واحد..رغيف الخبز بدأ بتكلفة 5 قروش واليوم يقترب من 60 قرشا.. والدعم يزيد كل يوم حتى ارتفع من 10 مليارات إلى 60 مليارا كما قال الوزير مصيلحى، ومافيا المخابز هى كما هى على مر السنين.. والخبز نادرا ما يكون صالحا للاستهلاك الآدمى..والدعم لم يصل يوما لمستحقيه.. ومعدومى الضمير يقومون بشراء الخبز المدعم لتقديمه علفا للحيوانات.. والمنظومة تعانى من خلل مزمن بداية من المطاحن مرورا بالمخابز وانتهاء بنظام التوزيع.. وفشلت جميع محاولات الإصلاح منذ الدكتور أبوالدهب مرورا بحسن خضر وانتهاء بمصيلحى 1 ومصيلحى 2.

والحل الذى آمنت به منذ أول يوم هو الدعم النقدى ولا حل سواه.