رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما اقترفه ترامب ونتنياهو، يوم 17 فبراير الجارى، لم يكن خارج دائرة التوقُّع، أو ابن يومه، بل كان منطقيًا، ومنتظرًا، وأحد تداعيات «اتفاق أوسلو»!

لنُذكِّر بالحكاية من بدايتها. فحين دلفت القيادة الفلسطينية المتنفذة إلى سرداب أوسلو، بليل، ضاربة عرض الحائط بكل مؤسسات «منظمة التحرير الفلسطينية»، ولوائحها. وبعد أن انكشف أمر هذا التسلُّل المريب، فإن غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة وقفت ضد هذا التسلُّل. كما أن كل فصائل المقاومة الفلسطينية أدانته، بأشد العبارات، ومعها قيادات من «فتح» نفسها. ومع ذلك، فإن القيادة المتنفذة إياها أدارت ظهرها لهذه المعارضة الواسعة، ووقعت «اتفاق أوسلو» سيئ الصيت، فى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن (13/9/1993). وتم الكشف عن أن التصويت داخل اللجنة المركزية لفتح، تساوت أصواته (8 ضد 8)، وإن رجَّح وقوف رئيس اللجنة، ياسر عرفات، إلى جانب «الاتفاق». لكن، ما الذى دفع عرفات إلى الاندفاع المفاجىء نحو هذه الهاوية؟!

معروف بأن رئيس «فتح»، رئيس «منظمة التحرير»، ياسر عرفات، سبق له أن خرج على ما يقترب من الإجماع الفلسطينى، حين اعتدى الرئيس العراقى، صدام حسين، صيف 1990، على الكويت، واحتلها بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية (حسب محضر لقاء بين الرئيس العراقى وسفيرة واشنطن فى بغداد، إبريل جلاسبى، نشره الأول). وقد وقف عرفات إلى جانب الرئيس العراقى، فى خطيئته تلك. وفى هذا الموقف خرج عرفات، لأول مرة فى حياته السياسية، على الموقفينْ، السعودى والكويتى، وقد قبع وراء هذا الخروج جملة أمور؛ لعل أولها أن صدام حسين وعد عرفات، أثناء القمة العربية ببغداد (ربيع 1990) بأن يجبر الإدارة الأمريكية على إعادة الضفة الغربية، وقطاع غزة إلى منظمة التحرير، على طبق من فضة! وثانيًا، لأن عرفات ساءه أن تحوز «حماس» على نحو ثلاثة أرباع ما يُجبى فى الكويت من أموال لصالح فلسطين، ما حثَّ عرفات على العمل لتجفيف هذا النبع المالى السخى لمزاحِمته (حماس)! وثالثًا، لرغبة عرفات فى تخفيض سقف الانتفاضة الفلسطينية، بما يتيح له الدخول فى تسوية مع إسرائيل، خاصةً بعد أن يتحول نحو ربع مليون فلسطينى فى الكويت، من داعم مالى للإنتفاضة، إلى عبء ثقيل عليها، بعد أن يجرى إخراج أولئك الفلسطينيين من الكويت. ورابعًا، فإن ما يلفت النظر كوْن عرفات ضمن حكام تونس، واليمن، والأردن، الذين ورَّطوا صدام حسين فى تلك الخطيئة القومية!

معروف بأن تلك الخطيئة انتهت بدحر صدام، على يدى من زيَّن له احتلال الكويت، ثم بدأ حساب الجزيرة العربية مع عرفات، ما جعله يدلف إلى سرداب أوسلو، فى محاولة للإفلات من المحاولات الخليجية الجادة لإسقاطه من سدتى قيادة «فتح»، و«منظمة التحرير»، وهو لا يدرى بأنه بتورطه فى أوسلو، إنما كمن يستجير من الرمضاء بالنار. وإلى الحلقة القادمة.