عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أخيراً، تم إعلان التعديل الوزارى المُنتظر بناء على رغبة الجماهير المتلهفة لحدوث أى تغيير حتى لو جاء بقناعة أهى مشكلة واتحلت و«ده رزق يا جماعة ورايح لصاحب النصيب اللهم لا اعتراض».

نعم، التغيير كان مطلب مُلح على أمل تحسين الأوضاع، لأنه ببساطة الناس فى بلادى قيل لهم بكل صراحة «أيوه إحنا شعب فقير» فزعلوا وكبتوا فى نفسهم، وكان لازم ييجى اللى يعرفهم ويفهمهم ليه ومن إمتى؟.. لكن جت المقولة اللى زودت مرارهم أكتر لما اتوصف حالهم، وبعد ثورتين إنهم «شعب لم يجد من يحنو عليه»، بل والأدهى والأمر إن الناس كانت فاهمة إنهم عايشين فى بلد ليها أعظم حضارة قديمة فى التاريخ، دولة كان ليها نظام سياسى واجتماعى عتيد ونظم وآليات حكومية بيروقراطية فخيمة مستقرة على جوانب النهر العظيم الخالد، وكان ليها برلمان وممارسات تاريخية للديمقراطية وآليات قضاء راسخة، وزراعة ونقل وحتى فى الكورة كان عندها حجازى والطيظوى، ولكن على حين غرة إتقال للناس «على فكرة إنتم عايشين فى شبه دولة»!

نعم، التغيير كان مطلب مُلح ولا يحتمل التأجيل بعد العبقرى «شاومينج» لما معاليه شرف وأرسى لمدرسة جديدة فى فنون الغش الجماعى منتصراً لجموع الفاشلين فى مؤسسات «طرد النابهين» من فلذات أكبادنا ودحراً لطموح وعبقرية طالبة الصفر المسكينة، ووصولاً لمفاجأة «البوكليت» ليس لتطوير منظومة التعليم بقدر ما هى الحيلة العبقرية لمقاومة فضيحة انتصار «شاومينج» إعلان الوزارة الهلالية مرة بعد مرة إنها آخر هزيمة، فتتجدد الهزائم أمام عملاق الغش الإلكترونى!

ويذهب رئيسنا لآخر الدنيا ويعود ليحكى لهم عن مدارس منزوعة الحائط الرابع وكيف تُدار وكيف تُعلم، ويصرخ من الأعماق «محتاجين ثورة دينية وتصويب الخطاب الدينى»، ولكن لا حس ولا خبر ولا أى رد فعل ولا أى توجه كى يعود الطلاب إلى مدارسهم بعد أن استوطنوا مراكز التعليم الاستثمارية، وتم تسليمهم رهائن لتجار بيزنس التعليم والكتب الخارجية ومدارس خاصة على كل صنف ولون، البعض منها تدعم توجهات التطرف فى وضح النهار، والأخرى لتدمير قيم الولاء الوطنية عبر دعم انتماء غربى غير خالص النوايا، فضلاً عن المطالب المادية المتزايدة استثماراً لحاجة الناس للانفلات من نظم التعليم الحكومى المُتداعى.

والمقال لا يتسع لاستعراض سلبيات أداء عدد آخر من الوزارات، فتكون المفاجأة خروج وزير ناجح وصاحب أداء متميز ورؤية رائعة مخلصة مثل د. أشرف العربى وزير التخطيط!!

وانطلق أهل النخبة يقيمون وينظرون حول سيدنا «التعديل»، وما شد انتباهى كتابات أحد فى مجال توصيف أى نخبوى بقدر رأى «ساندى داود» الفتاة الجامعية الأسيوطية على صفحتها الفيسبوكية.

كتبت بنت «داود» نحن نحتاج إلى ميكانيكى بارع، فمشكلتنا ليست فى تعديلات وزارية، أشعر بأننا نعيش حالة من يركبون ميكروباص قديمة تشكو آثار فعل الزمن والاستهلاك العشوائى، فلا تستطيع السير إلا بسرعة المتحرك فى المكان لأسباب كثيرة منها أن تيل الفرامل قبض على العجلات والسلك الذى يمكنه فك الفرامل من العجلات مقطوع، والعجلات مهترئة لا يمكنها عبور المطبات بسلام، بالإضافة إلى أن الطريق تغشاه اللصوص الذين استغلوا بطء السيارة وغياب الملاحقات الأمنية وموت الضمير فسرقوا مروحة تبريد الموتور والكرونة فسخن الموتور وتوقفت السيارة، ومع ذلك وبعناد شعبوى عنترى يريد السائق أن يعيد السيارة للحياة مرة أخرى فبدأ يبدل مواقع الركاب، فيجعل من يجلسون فى الخلف يجلسون فى الأمام ومن يجلسون على يمين السيارة يجلسون يسارها، ثم يقوم بطرد راكب منها وإحضار راكب آخر، وهكذا ولكنه يتحير من أن السيارة مع كل هذه التباديل والتوافيق لا تسير.. ما هى المشكلة؟».

سألت ابنتنا النابهة بكل براءة ولكن برؤية هى الأعمق لحدوتة التعديل، فهل من مُجيب؟!

medhatbeshay9[email protected]