رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إننى لم أعش هذا الزمن لأن والدى دائماً يحكى عنه، وقد صنف هذا الزمن بهذا الاسم، وكنت لا أعلم لماذا هو جميل هذا الزمن.. أليس لمجرد أن والدى عاشه ولكن قد اجتمع كل من عاش هذا الزمن أنه زمن جميل.. جميل بمعنى صفة الجمال.. الفن كان جميلاً.. الثقافة والعلم والغناء والدين والتدين وخاصة الخطاب الدينى كان وسطياً سهلاً يتقبله الجميع بنفس هادئة ونؤدى مناسك العبادة بتذوق جميل هكذا كان والدى يقول ذلك لقد تمنيت كثيراً أن أكون من هذا الزمن والأهم من ذلك لقد عجبتنى عبارات لوالدى أبهرتنى وهى:

نحن الجيل الذى ترفع له القبعات.. هل تعلم من نحن؟ نحن الطيبون, نحن الجيل الذى لم ترهبه عصا المُعلم، بل تعلم منها أن للعلم ثواباً والعصا كانت من نصيب المهمل.. نحن الجيل الذى كان يعشق الذهاب للمدرسة وكان يبكى لغيابه عنها حتى وإن كان عُذره مرضاً أصابه. نحن الجيل الذى لم نشك من ثقافة المناهج الدراسية.. ولا حجم الحقائب المدرسية ولا كثرة الواجبات المدرسية. نحن الجيل الذى اجتهدنا واستذكرنا بأنفسنا ولم نعتمد على أولياء أمورنا.. فلم نعتمد على دروس تقوية إلا فى الضرورة القصوى.. وكان نجاحنا وتميزنا بلا أى وعود دافعة للتفوق والنجاح.. وكان المعلم هو الصديق والأب والأخ الكبير. نحن الجيل الذى يتأزم عاطفياً من ظروف العائلة وتعلم المؤازرة وقت الشدائد.. نحن الجيل الذى تربى على حب الأسرة وتآلف المجتمع فلم نعرف الكذب لأنه كان من الكبائر.. ولم نعرف النفاق لأننا كنا نحب بقلوبنا.. نحن الجيل الذى كنا نستمتع بألحان الأغانى وكانت كلماتها تمتعنا ونحفظها جيداً، أم كلثوم ونجاة وعبدالحليم وفريد، لأنها كانت لها معانٍ فى آذاننا.. وذكريات ومواقف مرتبطة بالصدق والرقى والنضج والاحترام المتبادل.. الصغير يحترم الكبير والكبير يعذر الصغير والجد والأب هما الرجل الرشيد.. نحن الجيل الذى تواجد فيه الحكيم الذى يحترمه ويخشاه الجميع, رمانة ميزان العائلة والمنزل.. عندما يُعرض عليه أى خلاف أو نزاع نتعلم منه كيف تكون الحكمة والعقل والرزانة والهدوء، لذا كان دائماً قراره لصالح استقرار العائلة. نحن الجيل الذى كنا نلاحق بعضنا فى الطرقات القديمة بأمان ولم نخش مفاجآت الطريق ولم يعترض طريقنا لص أو مجرم ولا خائن وطن. نحن الجيل الذى كنا ننام عند انقطاع الكهرباء ونتحدث كثيراً ونتسامر كثيراً ونضحك كثيراً وننظر إلى السماء بفرح ونعد النجوم حتى نغفو.. نحن الجيل الذى كنا نلوح بأكفنا للطائرة بفرح ونحيى الشرطى بهيبته وننظر للمستقبل بهدف ونتطلع للتخرج والعمل.

وقد اختتم والدى هذه العبارات: نحن الجيل الذى كان للوالد هيبة وللمعلم هيبة وللعشرة هيبة، وكنا نحترم سابع جار ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة.. يا ليت هذا الزمن يعود حتى نعيشه نحن الأجيال المتعاقبة ونخلص منه بهذه العبر والحكم.. ونحن الشباب الآن نقر فعلاً أنه كان الزمن الجميل.