عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قال راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة الإسلامية فى تونس، إنهم فى الحركة خسروا السلطة لفترة، لكنهم كسبوا وطنًا!

قال الشيخ الغنوشى هذا الكلام فى حديث أجرته معه صحيفة «الخبر» الجزائرية، وقال كلامًا آخر فى الاتجاه ذاته، وليست هذه، هى المرة الأولى التى أُطالع فيها مثل هذه المعانى، للغنوشى، أو حتى لغيره من رموز التيار الإسلامى فى شمال المغرب عمومًا، لا فى تونس وحدها!

إن عبدالإله بن كيران، رئيس حزب العدالة والتنمية فى الرباط، لا يكاد يتوقف فى كل مناسبة عامة، عن التأكيد على أن حزبه، إذا كان موجودًا فى السلطة هذه الأيام، وإذا كان يرأس الحكومة الحالية، وإذا كان مرشحًا لرئاسة الحكومة المقبلة، فليس ذلك كله، من أجل أن يفرض رؤيته للإسلام، على الناس، كحزب له مرجعيته الإسلامية، وإنما من أجل أن يقدم حلولًا لمشاكل هؤلاء الناس!

لا يتوقف بن كيران عن ترديد هذا المعنى، فى كل مرة يظهر فيها على الرأى العام فى بلده، أو فى غير بلده، وعندما أدلى بحديث مؤخرًا إلى مجلة «الرجل» فى لندن،  قال إنه يطرب لسماع الموسيقى منذ صغره، وأنه يحب أم كلثوم، ويغنى لها فى بيته، وبينه وبين نفسه، وإنه عمل فى كورال موسيقى فى الصغر، وإنه يجد متعة فى سماع عبدالحليم، وفيروز، وإنه.. وإنه.. إلى آخره!

وبالمناسبة فإن الرجل يكره أن يقال عن «العدالة والتنمية» الذى يرأسه أنه حزب إسلامى، ويحب أن يقول هو عنه، وأن يقول عنه الناس أيضًا، إنه حزب له مرجعية إسلامية، وهناك بالتأكيد فارق بين الحالتين، وهو فارق على كل حال يشير إلى أن حزب بن كيران يعمل وفق المقاصد العليا للإسلام، التى تقبل الآخرين.. كل الآخرين.. على أرض الوطن الواحد، ولا تفكر فى أن تُقصى منهم أحدًا!

ولم تكن مفاجأة، والأمر كذلك، أن يفوز هذا الحزب دون غيره، بالأكثرية فى برلمان 2011 فى المغرب، وأن يشكل هو الحكومة دون سواه، ثم لم تكن مفاجأة أخرى، أن يكون صاحب الأكثرية للمرة الثانية، فى انتخابات 2016، وأن تزيد مقاعده عشرين مقعدًا، عما كان قد حصل عليه قبل خمس سنوات، وأن يكون رئيسه هو المكلف بتشكيل حكومة جديدة فى الوقت الحالى!

أسأل نفسى كثيرًا: لماذا غابت مثل هذه الرؤية عن التيار الإسلامى عندنا، ولماذا انغلق رموزه على أنفسهم، وخاصم العالم، بما أرهق الوطن، وأرهقهم، وجعل كافة الأطراف تدفع أفدح الثمن ؟!

اعتقادى الراسخ أن ذلك راجع إلى سببين اثنين، أولهما أنهم هناك فى الدول المغاربية منفتحون على الثقافات الأخرى، وخصوصًا الثقافة الفرنسية، منذ زمن، والثانى أن التعليم الذى أُتيح للمواطنين لديهم كان أفضل مما أُتيح عندنا، بكثير، وليس سرًا على أحد أن التعليم فى تونس.. مثلًا.. كان إلى يوم رحيل زين العابدين بن على، على درجة عالية من التطور، ومن التميز!

إننى عندما أقرأ عن أن محمد محمود باشا، على سبيل المثال، كان من خريجى جامعة أكسفورد، وأنه كان على رأس الحكومة المصرية ذات يوم، من أيام ما قبل يوليو 1952، أتساءل عما إذا كان يوم آخر سوف يأتى على هذا البلد، ويكون على رأس حكومته رجل نال الدرجة ذاتها من التعليم ؟!

التعليم.. ولا شيء سواه.. يرفع أُممًا ويخسف الأرض بأخرى!