عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع بداية العام الجديد «2017»، يستحق المواطن المصري عن جدارة، لقب «أيوب العالم في 2016»، لأنه ما زال على قيد الحياة، محتسبًا صابرًا، متشبثًا بالأمل في الله!

تذوق المصريون خلال العام المنصرم، مرارة الإجراءات الأليمة التي شملت زيادة أسعار الدواء والوقود وإقرار قانون القيمة المضافة، إلى جانب سعر صرف «الدولار» الذي وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة!

«2016» هو عام «خيبة الأمل»، بعد سقف توقعات مرتفعة، تلت وعودًا بالرخاء، لكن الواقع كارثيًا، في ظل غلاء متوحش، وانهيار اقتصادي، يستعصي على الحل، وأدوات معالجة لم تتغير!

عام مرير، شهد ضغطًا مستمرًا على الشعب، وتحميله وحده مسئولية الموبقات والأوزار والعجز والفشل والإخفاقات والتخبط، وحشره في زاوية اليأس، ليئن تحت وطأة النظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة!

سنة شهدت أسوأ موجات الفقر والبطالة، وشُحِّ معظم السلع الأساسية.. مرَّت بظلمها وقمعها وفسادها وتفاوتها الطبقي، لتُنتج حالة من الغليان والاحتقان والغضب، بشكل أكبر مما يتخيله كثيرون من حملة المباخر والمطبلين والأفاقين والمتملقين!

انتهى عام، أصبح فيه أكثر من ثلثي الشعب تقريبًا تحت خط الفقر، ولم يعد قادرًا على تأمين طعامه الأساسي، فيما يظل الثلث الأخير يقاوم آثار «تعويم الجنيه» حتى الرمق الأخير!

نعتقد أن هذا التخبط يجعلنا على أبواب كارثة حقيقية وشيكة، بعد أن أصبحنا نعيش واقعًا مزريًا، ومستقبلًا مرعبًا، مغلفًا بسيل من تصريحات «استهلاكية مستفزة»، ووعودًا براقة بمراعاة «الغلابة»، وعدم المساس بمحدودي الدخل، الذين بالفعل يحتاجون إلى معجزة لانتشالهم من «وحل» الفقر والغلاء!

رحل عام 2016 بلا رجعة، غير مأسوف عليه، بعد أن نفد مخزون الصبر والتحمل، وترك البلاد على شفا إفلاس محقق، ولم يعد يجدي نفعًا تقديم النصح لهؤلاء القابعين تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية، أن يتشبثوا بالصبر والصلاة!

عصف الغلاء بالبيوت، ولم يعد رداء الستر والحياء موجودًا، كما لم يعد جديدًا القول بأن البلاد مقبلة على ما هو أسوأ، انتظارًا لما هو آتٍ من موجات غلاء، في إطار خطط إلغاء الدعم بشكل كامل، وتنفيذ شروط صندوق النقد، ولذلك لا يمكن الوثوق بتحليلات من يُسَمون أنفسهم بالخبراء الاقتصاديين ونظرياتهم البائسة!

أبهرنا العام المنصرم بأحداثه السيئة غير المسبوقة، التي طالت كافة مناحي الحياة، في ظل مناخ عام لا يبشر بخير، منذ قرار التعويم، ولذلك نتصور أن كل مصري يعيش حالة غير إنسانية، هو قنبلة موقوتة تسير على قدمين، بعد كم الإحباط والضجر الذي تراكم داخل النفوس!

نعتقد أن خارطة «وشوش» المصريين، الناطقة بالإحباط والغُلب والقهر، التي رسمتها حكومة فاقدة للوعي، لن تتغير إطلاقًا، ما لم تتحسن مؤشرات الاقتصاد، وزيادة الإنتاج، واسترداد السياحة عافيتها، وارتفاع الصادرات والاستثمارات الأجنبية وتحويلات العاملين بالخارج.

[email protected]