رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعتقد أن المصريين، لو كانوا يعلمون ما سيؤول إليه مصير ثورتهم فى 25 يناير، ما قاموا بها، وإذا كانت التصنيفات المعروفة للثورات فى العالم تتمثل فى تصنيفها إلى نوعين: ثورة على نظام حكم، وثورة مضادة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة الأصلية، فإن الأوضاع فى مصر تميزت بتقديم ثورة جديدة هى ثورة الأسعار، وهى نوع يمكن أن تضيفه الفيلسوفة الأمريكية من أصل ألمانى حنة أرندت، أفضل من كتب عن الثورات، إلى تصنيفها! 

شخصياً أحب أن أتسوق فى متجر سبينس، على نغمة الإذاعة الداخلية التى تردد «سبينس متعة التسوق». يزيد من حالة الطمأنينة التى تسرى فى أوصالى خلال تلك الرحلة اللافتات التى تملأ المتجر عن حملة «الشعب يأمر» وعن التضامن مع المستهلك لمحاربة الغلاء وارتفاع الأسعار. غير أن جولاتى فى الفترة الأخيرة أكدت لى أن الشعب لم يعد يأمر وإنما يجب عليه أن يتلقى الصفعات دون أن يصرخ أو يجأر بالشكوى، أعلم ان البعض يحب المبالغة، غير أننى أؤكد أننى دقيق فيما أذكر.

 يمكننى القول باطمئنان من خلال تجربتى الشخصية إن متوسط المؤشر العام للأسعار، ارتفع على مدار عام، إن لم يكن أقل، بنسبة 100% أو أكثر.  الأمثلة عديدة بعدد السلع المعروضة فى المتجر، وأى متجر، وهى تتجاوز ألف سلعة، إن لم يكن ضعف هذا الرقم. خذ سلعة أساسية مثل اللبن لقد كان لبن جهينة 6 عبوات لترية بـ 36 جنيهاً الآن أصبحت 75 جنيهاً ونصف الجنيه. سعر الجنبة الرومى ارتفع من 40 جنيهاً إلى 70 جنيهاً. سعر البطاطس المجمدة ( 2.5 كجم) ارتفع من 15 إلى 42 جنيهاً، علبة التونة من 8 جنيهات إلى ما يتراوح بين 18 و25 جنيهاً، مع ملاحظة أنه لم يعد هناك تونة بـ8 جنيهات سوى المفتتة التى تمثل درجة عاشرة فى الجودة.

أما الزيت فقد تضاعف السعر ووصل للزيت العادى من 7 جنيهات إلى 17 جنيهاً، وأما زيت الذرة فقد ارتفع سعر اللتر من 14 جنيهاً إلى أكثر من 20 جنيهاً. أما الأرز فارتفع من 4 جنيهات إلى 7.75 جنيه. حتى على مستوى المستلزمات البسيطة ذات الأسعار المحدودة مثل الصابون فقد ارتفع من جنيهين إلى 3 جنيهات و75 قرشاً. أما العلكة مثل «الترايدنت» فقد ارتفع سعرها من جنيهين إلى 3 جنيهات و75 قرشاً. أما السكر فيكفى ابتسامتك! هذا على مستوى السلع الحياتية التى لا يستغنى عنها أى منزل أما السلع المعمرة، مثل الأجهزة الكهربائية وغيرها من بنزين ومواصلات ومياه وغاز .. فحدث ولا حرج ولا أريد أن أضرب أمثلة أزعج بها القارئ.

كنت حتى 3 نوفمبر الماضى، أعتبر نفسى ميسور الحال وتمشى الحياة معى مستورة وألعب فى خط وسط الطبقة الوسطى، غير أن أحدهم راح يغمز ويلمز بشأنى حينما رمانى بقوله أن شخصا مثلك أصبح فى عداد الفقراء؟ رحت أتخيل من هو أقل منى دخلاً، وأحاول تصور حاله وأقول كيف يعيش المصريون؟ وكيف يواجهون هذه الموجة من ارتفاع الأسعار التى أعتقد أن جيلى لم يشهدها على مدى حياته التى تتجاوز خمسة عقود؟

وسط رحلة التسوق، كثيراً ما أشرد وأجدنى أسأل نفسى: هل صحيح أم خطأ ذلك الطريق الذى نحن فيه سائرون؟ أجد الإجابة : أننا يجب أن نتحمل حتى نمر من عنق الزجاجة؟ يأتينى خاطر آخر بأن هذه الزجاجة ذات أضيق عنق رأيته فى حياتى. بتلقائية مددت يدى إلى الكرافت الذى كنت أرتديه صدفة أحاول فكه.. محاولاً التخفيف من شعورى بأننى: اتخنقت!

[email protected]