عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

حرص الزعيم جاستين ترودو رئيس وزراء كندا على حضور لقاءات مصغرة مع بعض  اللاجئين السوريين، بمناسبة مرور عام على برنامج التوطين الذى تبناه بنفسه فى كندا.. وفى أحد هذه اللقاءات جلس الزعيم الشاب مع مجموعة من اللاجئين على مائدة مستديرة فى أحد المطاعم بتورنتو يستمع إلى تجربة أحد اللاجئين الذى فر من الجحيم على أرض سوريا قاصدًا لبنان ومنها إلى كندا.. قال اللاجئ السورى فانيغ غارابيديان ـ وهو طبيب نساء ـ فى نهاية حديثه عن الجحيم والحرب والفرار من الموت إن نقطة الضوء بدأت على الطائرة التى أقلته من لبنان إلى كندا وذلك عندما ربت أحد الكنديين على كتفه قائلاً له: اذهب واجعل كندا أفضل. أما الموقف الآخر الذى بعث فيه الأمل وأعاده إلى الحياة فكان فى العاشر من ديسمبر الماضى أى قبل عام عندما استقبله رئيس وزراء كندا فى المطار وقال له «أهلا بكم فى بيتكم».. قال الرجل وقتها فقط عرفت أننى لم أعد بلا أهل ولا بيت ولا وطن.. وأن هنا بيتى وأهلى ووطني.. وهنا وعند هذه الكلمات انهمرت دموع رئيس الوزراء الكندي.. بكى الزعيم الشاب وأبكى معه الملايين الذين شاهدوه على شاشة التليفزيون وهو يبكي.. وحصد هذا الموقف المؤثر  2 مليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعى فى أقل من 24 ساعة.

هذا هو جاستن ترودو المسئول الوحيد من خارج الدول العربية والإسلامية الذى استقبل مثل هذا العدد من الأشقاء السوريين وفى فتره وجيزة.. ففى حملته الانتخابية فى أكتوبر 2015 وفى أعقاب مأساة الطفل الكردى إيلان تعهد الرجل فى حالة فوزه، باستقبال 25 ألف سورى بنهاية ديسمبر.. ورغم العقبات الكثيرة لم يتراجع واستعان بالطائرات الحربية لإنجاز وعده ليرسل رسالة سلام من زعيم جديد وشعب متحضر.

من هنا سيكون حكم التاريخ.. سيكتب التاريخ يوما أن أوباما وضع خطة تدمير عدة دول عربيه فى إطار ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقة ونفذ هذه الخطة فى سوريا ببراعة بوتين ونصر الله وخامئنى ومعهما بشار.. وفى المقابل كان هناك زعماء أنجزوا استحقاقًا إنسانيًا تجاه هذا البلد المكلوم فى مقدمتهم جاستن ترودو.. وأيضاً سيكتب التاريخ أن الشعب السورى كان ضحية لمؤامرة كبرى حيث تكالبت عليه قوى الشر جميعًا من الداخل والخارج، ولم ييأس هذا الشعب رغم المجازر والخراب والدمار.. وكتب أهل سوريا على الحافلات التى أقلتهم من حلب منذ أيام.. راجعين تاني.. إنه شعب صامد أبي يعشق تراب الوطن ولا يفرط فى أرضه ولا عرضه.. وسيعود يوما ما مهما طال الزمن.