عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

استعادة مفاهيم الحضارة المصرية وسماحة الدين والمواطنة.. أقوى سلاح مضاد للأفكار المتطرفة

لا أمل فى محاربة الإرهاب دون أن تلبي الحكومة مطالب الشباب الحقيقية

على الدولة أن تتحرك فى القرى والنجوع وتملأ الفراغات المجتمعية

الشعب هو صاحب الفضل الأول فى تجفيف منابع الإرهاب.. وتكاتف الناس مع الأمن ضرورة

إذا أردنا تجفيف منابع الإرهاب.. فيجب أن تكون السجون أداة حقيقية للتهذيب والاصلاح

 

لا شك أن الحزن فى قلب كل مصرى جراء هذا العمل الاجرامى بقتل الأبرياء.. والعزاء لكل مصر ولكل أبنائها.. إن استهداف الكنيسة البطرسية جاء فى المقام الأول لتفرقة الشعب وهذه الألاعيب عرفت منذ قديم الزمن ومنذ أن دنس الاستعمار مصر حين لجأ إلى محاولات متتالية لبث الفرقة بين أبناء هذا الشعب.. الإرهاب يهدف إلى بث الخوف واثارة الرعب بين الناس حتى تضطرب الحياة ويتوقف التقدم.. والارهابيون تجردوا من الانسانية ليصيروا عبدة وأداة للبربرية التى تقتل الأبرياء والأطفال والنساء بوحشية لم يشهد العالم مثيلا لها إلا فى القرون الوسطى.. الإرهاب ليس له وطن أو دين ولكن له صفة جامعة هى التجرد من الانسانية وترويع واغتصاب حياة الأبرياء غدرًا.. هذه القسوة زُرعت فى نفوس شباب غُرر به فغسلت عقولهم من المنطق السوي والتفكير السليم كما غسلت قلوبهم من الرحمة والإنسانية، فكان هذا النتاج الذى استشرى كما تستشرى الأوبئة التى كانت تحصد الأرواح فى القرون الماضية.. والإرهاب شمل الشرق والغرب لأنه يعتمد على الغدر والمباغتة ولا يعتمد على المواجهة، فترى هذه الكوارث الإرهابية المتتالية فى أفريقيا وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وتركيا وغيرها ليسهل الاستنتاج بأنه لم يعد هناك مكان فى الكون يأمن من الإرهاب..

والإرهاب الذى قد يقف وراءه ويحركه أسباب منفردة أو مجتمعة منها الفكر المتطرف أو التكسب المادى أو السلطوى وتجده قد يتلون وتتحور أهدافه ضمانا لحصوله على أكبر قدر من التمويل والتبعية وأسهل السبل إلى ذلك اقتران الهدف بالدين ليصبح العمل الإرهابى فى نهاية الأمر وكأنه رسالة مقدسة وخدمة للدين والدين بريء من هذه الادعاءات المغلوطة.. وهناك إرهاب ترعاه بعض الدول من أجل استخدامه ضد أنظمة أخرى كوسيلة فى الحرب الباردة بينهما، وهنا تبدو الخطورة الكبرى على الشعوب من التأثير الخارجى لتعضيد وتوجيه الإرهاب..

وللأسف نحن نتحدث عن الإرهاب بمفهوم واحد وهو المفهوم الأمني، وهذا ما يجعل مواجهته ومحاصرته من الصعوبة بمكان.. مكافحة الإرهاب يجب أن يكون لها تخطيط واسع ومنتشر لتشمل كل منابع تصنيع الإرهاب وتدويره.. ومنذ عشرين عاما تقريبا وفى كتابه عن الإرهاب عرض الكاتب فرج فودة أن الإرهاب فى مواجهته يجب أن يتعدى المفهوم الأمنى ليصل إلى استئصاله من خلال التعليم والثقافة مع مواجهة المشكلات الاقتصادية والتأكيد على الوحدة الوطنية، ولا شك أن اللواء فؤاد علام قد أفاض فى هذا الاتجاه من خلال خبرته الواسعة فى هذا المجال.. بل واستطاع ان يحدد محاور محددة للعمل على استئصال الإرهاب فى أحاديث وكتابات له..

وفى المقام الأول يجب أن أشير إلى أن التماسك الشعبى هو أهم سلاح لمقاومة الإرهاب، وهو نفس السبب الذى يدفع الإرهاب إلى ضرب هذه الوحدة وخاصة أن الفترة الأخيرة شهدت تقاربًا طيبًا بين فئات الشعب.. يجب أن نتكلم عن عمق واحد يضمنا هو مصر مهد الحضارة ومهد الأديان.. يجب التركيز على وحدة الشعب المصري، حتى وإن اختلفنا فنحن على يقين بأنه ليس أمامنا طريق للنجاة الا من خلال وحدة كل المصريين، ومن هنا يأتى دور الانتماء الوطنى والذى فشلت المدرسة فى تأسيسه فى عقول أطفالنا وشبابنا، والانتماء الوطنى لا يأتى من خلال قصيدة أو موضوع إنشائى ولكن من خلال صقل الشباب عقليًّا واجتماعيًّا، والحمد لله مصر تملك ينابيع الحضارة التى يزهو بها العالم الخارجى وان كانت لا تحظى بنفس القيمة والمردود داخليا.. إننى أعتقد أن استرجاع نفحات الحضارة المصرية والدين السمح وحق المواطنة لكل مصرى وغرسها فى نفوس وعقول أبنائنا منذ الصغر هو أقوى مضاد للأفكار المتطرفة..

إن رفع الوعى عند الشباب واعطاءه قدرًا من الحيطة ضد أساليب ومداخل الإرهاب وكيف يتعامل معها أصبح أمرًا ضروريًّا.. لقد ظهر كثير من المخاطر الجسيمة التى فرضت نفسها على الشباب.. فقد نمت مشاكل التطرف وتعاظمت مشاكل البطالة وبزغت ظواهر خطيرة فى عمليات غسيل المخ للشباب بأفكار بعيدة عن الفكر الرشيد أو المفاهيم الانسانية أو المفاهيم الدينية الصحيحة، ويجب على الدولة أن تمتد بمفاهيم واستراتيجيات جديدة لغزو القرى والنجوع والعشوائيات، فليست المشكلة فى خطبة الجمعة وما تتناوله ولكن فى الدور المؤثر والمأمول للمؤسسة الدينية التى لم تستطع حتى الآن مجابهة ما يتناقله الشباب من فكر مغلوط دون راع أو مرشد..

ورعاية الشباب العاطل أو فى وقت الفراغ له لا يشغل فكر الحكومة مثلما يشغله أمور الأندية الكبرى أو البطولات الرياضية.. الصفوة ينالون الرعاية والاهتمام على حين أن الغالبية العظمى من الشباب لا يحصلون على المكون الثقافى أو الرياضي، وقد سبق وأن كتبت عن ذلك وعن البوتيكات التى أنشئت كنوادٍ تنتمى للشباب والرياضة، وبالطبع لم يرد أحد، ولا يتبقى غير توجه منقوص وبرامج لم تسمن ولم تغنِ الشباب الفقير الذى يناله التطرف، حتى الدولة قامت مؤخرا بالإنفاق السخي على نادى شباب الجزيرة حتى تحوله إلى نادٍ للأغنياء ممن يملكون الدفع! ثم عليك أن تذهب إلى شبرا الخيمة لترى ما استقطعته وزارة الشباب ليصير ناديًا استثماريًّا رسم العضوية فيه ثلاثة آلاف جنيه.. ونزول حمام السباحة عشرون جنيهًا! والله ان هذا يدعو للخجل من المؤسسة التى يأتى دورها الرئيسى لحماية الشباب غير القادر الذى تُرك فريسة للإحباط ولانتهازية المتطرفين ومخربى العقول.. لا أمل فى محاربة الإرهاب ،والحكومة بعيدة عن مطالب الشباب وتلبية احتياجاته الحقيقية.. من المنطق أن يفصل بين أنشطة الأغنياء وأنشطة الفقراء، وأول هذا الفصل هو عودة وزارة للرياضة وأخرى للشباب.. الأولى لأصحاب الحظوة والثانية للغلابة الذين لا يملكون ثلاثة الاف جنيه اشتراكًا للنادي.. نحن فى حاجة إلى ساحات مفتوحة للشباب لا يوجد بها امكانيات استثمارية ولا يوجد بها كبار موظفين.. بل يكفى مدرب على خلق وكفاءة، وباحث اجتماعى متفهم لدوره، ومنسق ثقافى واع.. انما التكدس الوظيفى هو الذى أرهق محفظة الدولة فصارت تصحو وتنام بكابوس الدعم.. جزء من الدعم يذهب إلى البهوات الذين يقودون العمل غير الموجود وعندما تدخل مؤسسة تجد مائة بيه بتكاليفهم، وكلٌ تحت عنوان الدعم.. لا نفرق فيه بين نوعية الدعم ومن حصل عليه، بل إن كثيرا من الدعم يذهب إلى تكلفة الادارة..

وتجفيف منابع الإرهاب لن يكون ممكنا إلا من خلال تعليم وثقافة تنمى القيم وتركز على المفاهيم الدينية الصحيحة التى ترتفع بادراك الشباب وتوسع مداركه ليكون محصنا ضد التطرف، والدولة تسمح لكل من هب ودب أن يجمع حوله مريدين يبهرهم بتشدده وتطرفه فى كل المواقف.. هؤلاء ظهرت بصماتهم فى كثير من الفتاوى التى قد تجذب الشباب إلى التطرف بل وتنكر الحضارة والقومية وتبعدهم عن الوطنية.. يجب أن يكون هناك حد أدنى من الالتزام.. ومناهج التعليم يجب أن تبرز الدور الإنسانى والحضارى للأديان ونبذ التطرف والمغالاة فى العنف حتى نكون منصفين للإسلام الحنيف، بل إن أساليب الدعوة كما كانوا يعلموننا فى الصغر كانت الحكمة والموعظة الحسنة و كل درس فى كتب الدين والمطالعة كان هادفا إلى غرس السلوك القويم أو إلى إنماء قيمة من القيم والمُثل.. وهذا يدعو إلى إعادة النظر فى مناهج التعليم لكى توفي بالغرض وتحقق الرسالة.. إنصافا للحق فهناك جوانب إيجابية من وزارة الثقافة عندما خلقت قصورا للثقافة ولم أكن أعرف أن هناك خمسة عشر نشاطا ثقافيا وفنيا تحت مظلة كل قصر ثقافة... صحيح أن هذا الأمر معمم فى كل قصور الثقافة ولكن الإدارة المتميزة فى بعضها دفعت بتفعيل هذه الأنشطة داخل وخارج الموقع.. وشاهدت مشاركة كبار الرسامين والفنانين وهم يعلمون الأطفال والشباب الرسم والكورال والأدب والمسرح.. وعندما تشاهد اندماج الشباب فى الثقافة والفن والأدب تدرك أن لهذه الهياكل دورا أكثر إيجابية مما تقدمه المدرسة يجيء لحسن الحظ مكملا لها.. إن وزارة الثقافة مؤهلة لأن يكون لها دور فعال فى مكافحة التطرف.. ويجب أن يمتد هذا الدور إلى القرى بتوسع ومشاركة واستمرارية.

الناس فى هذه الفترات الصعبة تضيق بالأمن وتهاجمه وهذا مفهوم فى لحظات الانفعال، والأمن أيضا يقدم التضحيات وأكبر دليل هؤلاء الشهداء الذين يتساقطون فى عمر الزهور، هذا الجهاز لا نريد أن نحبطه لأنهم أبناء مصر، ومن هنا يجب أن تكون المبادرة بدعمه بالتطوير والتدريب واستخدام الأساليب والامكانات المتطورة حتى تكتمل منظومة الأمن، وفى هذا السياق يجب أن أشير إلى ضرورة تقوية جسور الثقة بين الأمن والشعب فالجميع مواطنون يضمهم الوطن الواحد لهم الحقوق وعليهم الواجبات وبحيث تسود الروح التى بعثت من جديد فى أعقاب الثورة.. والدولة يجب أن يكون لها أساليب متطورة فى حماية الحدود ومراقبتها ووضع قواعد صارمة تمنع حيازة الأسلحة فى جميع أنحاء مصر وخاصة أسلحة الحروب، وأن يكون هناك منظور جديد للجريمة التى تستخدم أسلحة مدمرة، فيقتصر استخدامها فقط على القوات المسلحة والا فهو تعدٍ على الدولة فى اطار القوانين المنظمة لذلك.. كما يجب على الدولة أن تشجع دراسات موضوعية لاكتشاف ثغرات التلاعب بعقول الشباب واعتبار كل من يفعل ذلك مشاركا فى التحريض.. ان وجود تيارات وطنية مختلفة أمر مقبول ومطلوب ولكن الاتفاق الوطنى هو الذى يضع الحدود والمنطق المنظم لهذه التيارات بحيث تصنع منها نسيجا وطنيا لا ينفذ اليه هؤلاء القلة المضطربة فكريا وعقليا.. مصر بلد مفتوحة ولكن علينا أن يكون لنا وقفة مع كل من يهدد أمن مصر..

الدولة يجب أن تتحرك فى إطار سريع إلى القرى والنجوع بحيث ترتكز خطواتها إلى العمل السياسى الواعى والمحنك الذى يدرك الاحتياجات والأولويات فى كل موقع، ولتعمل على ملء الفراغات المجتمعية التى تنمو فى غيبة العمل السياسى بتكلفة مادية وبشرية عالية.. لا نريد أن نرى تواجد الدولة مقتصرا على الظهور فى البرامج التلفزيونية حيث تجد المسئولين يكادون ألا يستجيبوا الا من خلال القنوات التلفزيونية، وبسرعة غير عادية يقومون بحل المشاكل، ولو دخل كل مسئول قرية مرة كل شهر لأنقذ مصر من الاحباط الذى تظهر نتائجه فى الأفكار المتطرفة التى تأتى فى الوقت نفسه كمحصلة لعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية متراكمة ومتكالبة، ويمكن أن يكون للقطاع الأهلى دور فى حل مشكلات القرى والمناطق الملتهبة يجدر بالدولة تشجيعه.. القرية مازالت البيئة الحاضنة للتطرف نتيجة لمشاكلها المتعددة.

إن الدرس الذى تعلمناه عندما جئت وزيرا أن تجفيف منابع الإرهاب لم يتم الا من خلال اقتحام المشاكل المتراكمة والتحرك السريع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأن الشعب كان صاحب الفضل الأول فى تجفيف الإرهاب عندما ارتفع وعيه وصار حارسا على المجتمع ومن هنا أناشد رجال الأمن ان يفتحوا قلوبهم فى التكاتف مع الشعب.. ان المشكلة الكبرى ليست فى الأمن فقط ولكن فى كيفية كسب الشعب ليعمل معك ضد الإرهاب ويصير قوة دافعة لحماية الوطن.. وكان المحافظين على مستوى المسئولية فى القرى التى كانت مصدرا للإرهاب وتم التحرك فى تلك القرى التى حددها الأمن لحل مشاكلها وإنماء العمالة بها وفتح أبواب الرزق للشباب العاطل.. إن ما يحدث الآن هو دعوة للمسئولين للدخول بجدية فى تنمية القرية ورعاية الشباب.. ليس الأمن وحده فقط هو المسئول ولكن الدولة كلها أصبحت المكون الأكبر للدخول بخطط واستراتيجيات جديدة بدءا من الثقافة والتعليم والصحة وانتهاء بالحلول الاقتصادية وحل المشكلات السكانية ومشاكل البطالة..

ولا يمكن أن نستكمل الحديث عن مكافحة الإرهاب دون الإشارة إلى طغيان بعض منافذ الاعلام الذى تقدم للشباب أسوأ النماذج للعنف والتطرف ويجب ان تكون هناك أساليب وقائية لمنع دعاة التطرف، بل وأصبح هناك كثير من المناظرات التى تستثير المشاهدين عندما يتبادل الضيوف الشتائم وفى بعض الأحيان أكثر من ذلك، يجب أن يكون هناك دور لوزارة الثقافة فى منع بعض التدنى الذى يسيء إلى مصر...وعلى الوجه الآخر هناك برامج عالية من القيادات الدينية والثقافية المبدعة فى تبسيط المفاهيم ورفع الوعى الثقافى والوطنى وهذه ثروة عظيمة للشباب، والاعلام فى الظروف الصعبة لهذه الأحداث الدامية يجب أن ينقل الأمور بحكمة ودون إيذاء لمشاعر ذوى الضحايا أو المشاهدين..

الدولة فى حاجة ماسة إلى كسب الشباب ولذلك يجب أن تنتهج مسارات جديدة على الصعيد السياسى والثقافى والاجتماعى لاحتواء الشباب وعمل مصالحة متكاملة مع الدولة من خلال تنمية الحوار وترسيخ المبادئ والاصلاح المؤسسى الجاد.. ولا أعنى هنا شباب الجامعات فقط ولكن أعنى كل طوائف الشباب وخاصة فى معاقل الفقر والجهل.. يجب أن نزيد من مساحة الحوار بالمؤهلين لإدارة مثل هذا الحوار، ويجب أن تؤمن الدولة أن الوقاية خير من العلاج.. فتوسيع مدارك الشباب واستيعاب طاقاتهم واعطاؤهم الفرصة للتعبير والتميز وإرساء مبدأ تكافؤ الفرص هو أقصر الطرق لحمايتهم من التطرف والعنف والانحراف وأيضا لتحقيق التنمية الاجتماعية المنشودة.. ولكن الذى يسمع ويقرأ القصص المنشورة من احباط الشباب المتقدمين لبعض الكليات وكيف تم اختيار ذوى الوساطة وبالأسماء فى كثير من الصحف والقنوات.. لن يكون بالسهل عليه وهو الانسان المحبط أن يقتنع بقضية الانتماء الوطنى أو الثقة فى الحكومة أو فى الوضع القائم ككل، وعلى رئيس الحكومة القيام بالاستجابة والحرص على تصحيح مثل هذه الأخطاء وإعطاء كل ذى حق حقه وهو دون غيره ما سيبنى الثقة بين الشعب والحكومة.

والدولة يجب أن تكون هادفة وعادلة فى التعامل مع الشباب المسجون وقد عرفت فى التسعينيات أن السجن كان مصدرا رئيسيا لاستقطاب ولتجنيد المتطرفين.. وعندما علت الأصوات عن حقوق الانسان طلبت من اللواء حسن الألفى وزير الداخلية فى ذلك الوقت أن يسمح لى بزيارة السجون ومراعاة الحالة الصحية للمسجونين وامتد العمل لتطوير المستشفيات فى السجون وأصدرت قرارا بحق المساجين فى العلاج على نفقة الدولة وادخلت كل البرامج الوقائية ورعاية المرأة والرضع بالسجن.. وكان هناك تعاون صادق من القيادات فى السجون.. وكبرت احلامنا إلى إعادة تأهيل بعض السجون والتى ساهم فيها بعض من رجال الأعمال وصناع الدواء حينذاك.. إذا أردنا تجفيف منابع الإرهاب فيجب ان تكون السجون أداة حقيقية للتهذيب والإصلاح والتأهيل حتى لا يخرج المسجون للمجتمع حانقا أو مدمرا فيُخشى من عواقب خروجه.. وأتمنى أن أرى هذه المسيرة الإصلاحية مرة أخري.

يجب أن تكون هناك وسائل حديثة تنقل رسائل التنوير للشباب من خلال المفاهيم القومية والدينية والثقافية على كل المستويات، ويجب أن يكون هناك تدريب للقيادات على كيفية الحوار وكسر الحاجز النفسى بينهم والشباب المغرر به واتباع سياسات الاحتواء والاحتضان.. يجب أن ينتقل الشباب من خلف أعمدة الاحباط إلى رقعة الأمل التى تحل فيها مشاكله وتعظم من قدراته، ويجب أن يجد الشباب من يستند إليهم كرعاة سواء فى القرية أو المدرسة أو المدينة.. يجب إعادة دراسة المفاهيم الدينية والقومية الصحيحة وتبسيطها ووضعها فى صورة جاذبة لعقول الشباب.. ان المناهج التكفيرية لم تجد المضاد العقلى لمحوها أو لمنع ترسبها، وتآزرت مع تلك المناهج عوامل اقتصادية واجتماعية سلبية سهلت من وصولها واستقطابها لتلك العقول، ولذلك على هذا الجيل من المسئولين والمؤسسة الدينية والإعلاميين مسئولية كبرى فى التكامل لتعظيم جهود المكافحة الشاملة للإرهاب الذى يضع الجميع فى بوتقة واحدة، ووحدة الشعب وضمان استمرارية حياته اليومية وعدم الخوف هو الخطوة الأولى فى طريق مكافحة الإرهاب.. حمى الله مصر وشعبها.

وزير الصحة الأسبق