رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أضم صوتى إلى أصوات عدد من المثقفين، على رأسهم نبيل عبدالفتاح والأديب يوسف القعيد، ومحمد سلماوى وعمار على حسن فى التنبيه إلى أهمية العمل مبكراً على تلافى أن تصل بنا الأمور إلى «انقراض» معرض القاهرة الدولى للكتاب، فالمعرض الذى من المفترض أن تعقد دورته الجديدة رقم 48 يناير المقبل يواجه خطر عدم الانعقاد بسبب ارتفاع التكلفة على هيئة الكتاب المنظمة للمعرض، حيث تطالب إدارة المعارض الهيئة بدفع مبلغ سبعة ملايين جنيه تكلفة إيجار أرض المعارض بمدينة نصر خلال فترة المعرض وهو مبلغ تنوء ميزانية الهيئة عن تحمله، ومن الطبيعى إذا وافقت على ذلك أن تقوم بترحيل الارتفاع فى السعر إلى المشاركين سواء من دور النشر العربية أو المصرية، وهو الأمر الذى سيلقى بتأثيرات سلبية على وضع المعرض.

فى حدود معرفتى بأنشطة المعرض كقارئ وإعلامى وناشر أيضاً، يمكننى القول إن الأزمة تتجاوز مبلغ السبعة ملايين جنيه، وإنه حتى لو تم تذليل العقبة المشار إليها، فإن دورة هذا العام قد تعد الأسوأ على الإطلاق لعدة اعتبارات، فمن ناحية فإن تعويم الجنيه المصرى لا شك سوف يلقى بتأثيره الكبير على حجم مبيعات دور النشر العربية المشاركة، ويهبط بها إلى درجة قد تفضل معها عدم المشاركة خشية تحقيق خسائر، فبعض دور النشر مثل المنظمة العربية للترجمة مثلاً يتجاوز متوسط سعر كتبها العشرين دولاراً وهو ما يعنى أن الكتاب قد يصل ثمنه أكثر من 400 جنيه، وهو الأمر الذى ينطبق على كتب مركز دراسات الوحدة العربية ودار الجمل والساقى وغيرها.

ومع حالة الركود الاقتصادى وارتفاع تكاليف المعيشة وسط موجة الغلاء التى تجتاح حياة المواطن المصرى، فإن الإقبال على شراء الكتاب قد يكون فى أكثر مراتبه تراجعاً. ينطبق الأمر ذاته على دور النشر المصرية وإن بشكل مختلف حيث ارتفعت بالنسبة لها تكاليف عمليات الطباعة وهو ما لا بد أن ينعكس فى أسعار الكتب، بشكل سيؤثر على حجم مبيعاتها.

مؤدى ذلك أن إبقاء أسعار الاشتراكات والتزامات الناشرين على ما هى عليه فى الأعوام الماضية قد يكون أفضل الحلول الأمر الذى من المشكوك أن يتحقق. إن لم يجب البحث عن سبل أخرى لتحفيز الناشرين على المشاركة يكون باعتبار ما يمثله المعرض من تظاهرة ثقافية رئيسية، أعتقد أنها الأكبر فى عالمنا العربى تعكس ما اصطلح على تسميته بالقوة الناعمة المصرية.

فهل تصل بنا الأمور وتأزمها لحد تهديد معرض استمر بنجاح وتطور على مدى أكثر من 47 عاماً بدأت منذ 1969؟ هذا ما لا أتصور أن الكثيرين من المهتمين بالثقافة المصرية يتمنونه ويتطلب تحركاً أكثر فعالية من وزير الثقافة حلمى النمنم.

على هامش الحديث عن تنظيم المعرض من عدمه تبقى ملحوظة مهمة على حديث المثقفين المصريين الذين تناولوا بالتعليق هذه القضية، حيث راح أغلبهم يؤكد أهميته فى مواجهة الإرهاب، متصوراً أنه بذلك يكتسب اهتمام الدولة التى تركز جانباً كبيراً من جهدها على مواجهة هذه القضية، وهو طرح متهافت، حيث إن المعرض يكتسب أهميته من طبيعته كمعرض لنشاط ثقافى يغذى العقل، فألمانيا التى لا تعانى من مشكلة إرهاب تحرص على تنظيم أكبر معرض للكتاب فى العالم، وأبوظبى تلك الإمارة الهادئة فى الخليج وترفل فى نعيم الهدوء والسلام تنظم واحداً –إلى جانب الشارقة– من أهم معارض الكتاب العربية. ويبقى الأمل فى أن تتحرك الدولة، كما قال القعيد بحق، قبل فوات الأوان!

[email protected]