رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

ابتلى الشعب العربى منذ القدم ببعض الكيانات التى تزرع فى قلبه وليس لها من هدف إلا إلحاق الضرر به، والتفنن فى صنع الأذى بكافة صنوفه وأشكاله بغية إشاعة الفرقة فى صفوفه وتحقيق الانقسام بين أبنائه. وتتعدد أشكال هذه الكيانات وتتباين ما بين الكبيرة الحجم والصريحة الواضحة، وتلك الصغيرة التى تتخفى وتتنكر فى صور مختلفة حتى يتعذر اكتشاف أهدافها الحقيقية ومراميها. ولعل أبرز الكيانات الكبيرة ذلك الكيان الصهيونى الذى زرع فى قلب العالم العربى لتكريس الانقسام بين مشرقه ومغربه وتحقيق الفرقة بين أبنائه طوال الوقت وكسر إرادته وإذلال أبنائه كلما وجد إلى ذلك سبيلاً. ولم يكن من العسير التعرف على هذا الكيان منذ بداية غرسه فى قلب الأمة العربية وإدراك أهدافه، وتم الاصطدام به فى معركة تتواصل حلقاتها ولن تنتهى إلا بنهايته التى نرجو ألا تطول. أما الكيانات الصغيرة المموهة فإنها كيانات خبيثة تشبه السرطان فى قدرته على الاختفاء وإلحاق الضرر. وقد تتنكر هذه الكيانات فى صورة أحزاب ترفع شعارات ثورية أو شركات تعمل فى مجالات وهمية لتخفى حقيقة أهدافها. ومن بين الصور التى ظهرت عليها هذه الكيانات، صورة القنوات التليفزيونية التى تسعى إلى جمع البيانات والتجسس على البلاد وترويج الإشاعات والأنباء الكاذبة التى تهدف إلى تقويض أركان الدول وإشاعة روح الهزيمة واليأس بين أبنائها.

وتقدم قناة الجزيرة القطرية صورة مثالية لهذا النوع من الكيانات التى تحاول أن ترسم لنفسها صورة القناة الاحترافية التى تعمل فى مجال الإعلام، بينما تظهر حقيقتها انها تتخذ من الإعلام ستارا تخفى وراءه أهدافا أخرى تسعى إلى تحقيقها، تبدأ بهدم الاجماع العربى لرفض التطبيع مع الكيان الصهيونى باستضافة العسكريين من المتحدثين باسم هذا الكيان وتكرار ذلك على نحو يجعل منه أمراً طبيعياً، وانتهاء بإذاعة أخبار كاذبة وتقارير ملفقة تهدف إلى هدم الكيانات الوطنية التى تمثل خطراً على أعداء الأمة العربية. وقد ناصبت هذه القناة مصر العداء منذ ثورة الثلاثين من يونيو التى هدمت مخططات إجرامية كانت تستهدف الانحراف بمصر عن مسيرتها وتفتيت وحدة أراضيها على النحو الذى يمزق البلاد ويدخلها فى مصير مجهول لم تنج من شروره دول عديدة. وقد ضبطت هذه القناة أكثر من مرة بالجرم المشهود وهى تذيع أخباراً مفبركة عن مصر وبذلك فقدت مصداقيتها تماما عند الجمهور المصرى الذى انصرف عنها ولم يعد يشاهدها بعدما تأكد من كذبها ومن أنها تعمل وفق مخطط إجرامى يهدف إلى إلحاق الضرر بالبلاد. وقد ظنت هذه القناة أن الظرف الاقتصادى الذى تمر به مصر الآن يمثل فرصة لهذه الأفعى كى تطل برأسها وتنفث سمومها، فاختارت أن تضع الجيش المصرى هدفا لأكاذيبها بإذاعة تقرير تعمدت فيه تشويه هذا الجيش العظيم من أول كلمة فيه إلى آخر كلمة. أكاذيب وتضليل وحقد مرير وسموم جرت على حناجر لا تعرف غير الزُّور والبهتان. 

وعلى عكس ما تصور صانعو التقرير فقد قابل المصريون هذا العمل التافه بما يليق به من رفض واستهجان. فقد نحى المصريون خلافاتهم جانباً وراحوا يذودون عن جيشهم رمز عزتهم وكرامتهم. لم يفهم صانعو هذا الغثاء ما يعنيه جيش مصر للمصريين، وكيف يفهمون، وهم مرتزقة مأجورون، معنى الجيش الوطنى النابع من ضمير الأمة. يا أيها المأجورون افهموا أن جيش مصر بالنسبة للمصريين هو بمثابة الروح للجسد، هو جزء من هذا الشعب، هو الأب والأخ والعم والخال وأبناء العم وأبناء الخال. وهم جميعا يلعنونكم قبل لعنة السماء عليكم وعلى أمثالكم ممن يتخذون من مهنة الإعلام، مهنة الصدق والشرف والأمانة، ستاراً لأهداف وأغراض كاذبة وحقيرة.