ضربة البداية
أعتقد أن تغيير سياسة التعامل مع نجم الأهلى ومهاجمه الخطير عماد متعب من أهم الخطوات الايجابية التى اتبعها مجلس ادارة القلعة الحمراء برئاسة المهندس محمود طاهر، واتاحة الفرصة للقناص (متعب الحراس) لأن يختتم مشواره الكروى مع ناديه الذى تربى فيه وانضم له منذ ان كان فى الثالثة عشرة من عمره، وتألق وصال وجال وهز شباك الخصوم، وساهم فى تحقيق بطولات عديدة مع الأهلى والمنتخب الوطني.
محمود طاهر القى بالكرة فى ملعب حسام البدرى المدير الفنى فيما يتعلق بالتجديد لمتعب، وهو نهج محترم لأن هذا من صميم عمل الجهاز الفنى واختصاصاته، ولكن يحسب للادارة اهتمامها بنجم كبير له وزنه حتى لو كانت الظروف حاليا ليست فى صالحه، بمجرد إعلان رئيس النادى رغبته فى الاجتماع بمتعب لمناقشة موقفه وظروف التجديد له فهو تقدير لنجم كبير وواحد من أهم المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب المصرية.
واستمرار متعب مع الأهلى ولو لموسم واحد قرار جيد جدا إذا تم اتخاذه والاستقرار عليه، فمن المفيد جدا فنيا ومعنويا استمرار متعب وعدم خروجه من القلعة الحمراء بصورة غير لائقة باسمه ونجوميته وتاريخه، فنيًا وجوده على دكة البدلاء يمكن ان يطمئن أى مدير فنى والاستعانة به ولو فى الدقائق الأخيرة يمكن ان يحسم فيها مباراة (مقفولة) وهناك الكثير من المباريات التى شارك فيها متعب فى اوقات حرجة جدا وحسمها بخبرته وجرأته وذكائه الكروى وخطورته داخل الصندوق، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر هدف التتويج فى الكونفيدرالية عام 2014 فى شباك سيوى سبور الايفوارى، وهدفه الرائع فى شباك الجزائر فى نوفمبر 2009 فى المباراة الفاصلة بالسودان فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.
ولا خلاف على ان متعب من افضل المهاجمين الذين انجبتهم الكرة المصرية ووجوده يجعلك تطمئن إلى ان تسجيل هدف ممكن حتى لو فى الثوانى الاخيرة، ومنذ أيام قليلة اتم عامه الثالث والثلاثين، ويشعر بأنه مازال قادرا على العطاء، ومن حقه ان يستمر، ومن المنطقى والمفروض ان يحافظ عليه الأهلى وإدارته، كما حدث من قبل مع نجم الأهلى ومصر الخلوق هادى خشبة الذى حافظت عليه الإدارة وقتها برئاسة حسن حمدى، مع ان مانويل جوزيه المدير الفنى وقتها لم يكن يؤيد استمراره، إلا ان إدارة الأهلى احترمت تاريخ وعطاء هذا النجم الكبير وحافظت عليه بمنتهى الهدوء والاحترافية، وخرج بعدها خشبة معززا مكرما من القلعة الحمراء، وهذا ما يتمناه كل من يحترمون عطاء وتاريخ متعب، فهو نجم اسعدهم كثيرا ولا يليق به ان ينهى حياته بعيدا عن بيته الذى قضى فيه اكثر من عشرين عاما.. واستمراره صفحة جديدة لنجم كبير.