رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«لم ينجح أحد» هى لافتة كانت تُكتب على عجل وبخط ردئ فى معظم الأحوال، ويتم تعليقها على معظم أبواب المدارس الخاصة فى الستينات، حيث كانت المدارس الخاصة هى الحل والملاذ لأصحاب الدرجات الضعيفة، بينما كانت مدارسنا الحكومية تعمل وفق منظومة إدارية وفنية ناجحة، ولم تكن كحالها الآن مؤسسات طاردة لحساب قياصرة الدروس الخصوصية حيتان عصر تراجع منظومة التعليم، إلى حد أن تقبع مؤسساته فى ترتيب درجة جودة ما تُقدم إلى المركز قبل الأخير عالمياً!!

تذكرت تلك اللافتة المحبطة وأنا أتابع المشاهد التالية..

مشهد: الرئيس السادات، وبعد اعترافه بارتكاب جريمة تركه لأهل التطرف يعبثون بمستقبل ومقدرات البلد، وينفثون فكرهم المُكفر والخارج عن ثوابت صحيح الدين، يعلن فى خطاب شهير عن اعتقاله لرموز الدين المسيحى والإسلامى ويهاجمهم بأوصاف غير لائقة، وعند إعلان قرار عزل قداسة البابا شنودة الثالث، يُصفق النواب بشكل جماعى يكاد يكون هيستيريًا من شدة الفرح والاغتباط، ومنهم من وقف تحية واحترامًا للقرار... (لم ينجح أحد فى الفعل أو رد الفعل.. الرئيس، الحكومة، نواب الشعب، النخبة، الإعلام، المؤسسات الدينية)..

مشهد: الرئيس مبارك وبعد اغتيال السادات، وبعد عقد اتفاق غير معلن مع أهل التطرف على طريقة (سيب وأنا أسيب).. والذى بمقتضاه يضمن لزعامات التطرف العمل فى النور وتعظيم دور مؤسساتهم التعليمية والخيرية والاقتصادية، بل ومشاركتهم فى العمل السياسى (88 كرسياً فى البرلمان)، ويطمئن بعد أربع سنوات من حكمه للبلاد أنه لا مشكلة فى عودة البابا شنودة ورجاله إلى مواقع عملهم، وعندما يعلن قراره بالبرلمان يكون رد فعل النواب التصفيق الحاد والهتاف بحياة «رئيس الاستقرار»... هو هو بحلاوته وروعته نفس ذات البرلمان الذى صفق لقرار العزل بحرارة.. (لم ينجح أحد..)..

مشهد: يسقط نظام مبارك بعد ثلاثين سنة مَرار ثمنًا لافتكاسة «الاستقرار العبثى»، بعد مظاهرات ثورة 25 يناير التى شهد بروعتها وبعبقرية أداء الشباب المصرى فيها وانحياز الجيش للشعب معظم دول العالم، ويسمح المجلس العسكرى، وترحب نخبة العمل السياسى بدخول جماعات التطرف والركوب على المشهد الثورى النبيل بدعم مؤامراتى بشع من الداخل والخارج، ويُختار «طارق البشرى» لرئاسة لجنة تعديل الدستور فيشكلها بتركيبة إخوانية، وبداية «وكسة» فرض وجود الأحزاب الدينية، وبدعم إعلامى غبى وجاهل يتم الاحتفاء بالقتلة والإرهابيين واستضافتهم على شاشات خاصة وحكومية، وعبر صفحات الحوار والرأى، وعليه كان أن حكم الإخوان البلاد والعباد كمحصلة طبيعية لنمو وجودهم عبر عصور الملكية والجمهورية الناصرية والساداتية والمباركية، وليعيش الناس سنة هى الأسوأ فى تاريخ المصريين.. (لم ينجح أحد..)..

مشهد: يتم دعوة الكنيسة المصرية والأزهر الشريف والأحزاب الدينية (إخوان وسلفيين وغيرهم) يوم 3 يوليو 2013 لوضع خارطة الطريق للعبور بمصر من الثورة إلى الدولة (دستور ورئيس وبرلمان وحكومة جديدة)، ولم يمثل من الأحزاب السياسية سوى حزب الدستور بوجود د. البرادعى مؤسسه.. لا وجود لحزب سعد زغلول العريق على سبيل المثال أو حزب التجمع وغيرهم من الأحزاب السياسية، وكأنما تقرر الاستمرار فى الذهاب إلى دولة يشارك فى حكمها بقوة المؤسسات الدينية والأحزاب الدينية، فى ضربة قوية لأهداف ثورتى يناير ويونيه، وها نحن نتابع ونعيش حصاد ذلك المشهد المؤلم بتفاصيله التى تحمل مؤشرات الوجود الدينى فى حقل العمل السياسى بقوة ضاغطة... (لم ينجح أحد..)..

وللحديث بقية..

[email protected] com