عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

على مدى آلاف السنوات افتدى الشعب المصرى هذا الوطن بروحه.. لم تبخل الأمهات على هذا الوطن بالتضحية بأبنائهن، ولم يتردد الآباء فى التضحية بفلذات أكبادهم للدفاع عن الأرض والحدود والبشر والتاريخ العريق لهذه الدولة.. وبعد كل ذلك ظل الشعب يا مولاى كما خلقتنى عارياً حافياً يتسول لقمة العيش والعلاج والتعليم والحرية والعدل.. حتى ولو فى الظلم!!

وبالمناسبة فإن شعيرة التضحية، سنة نبوية محمودة، وليست فرضاً، حتى إن الشيخين أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب كانا لا يضحيان خوفاً أن تفرض هذه السنة كواجب على المسلمين. (رواه البيهقى). وعموماً فإن التضحية عرفها الإنسان قبل كل الأديان، ثم مع كل الأديان، كقربى إلى الآلهة، وكانت هناك شعوب تضحى بالبشر سواء بالفتيات أو الأطفال للتقرب إلى الإله طلبا للرحمة والحماية من كوارث الطبيعة، التى كان وقتها الإنسان لا يعرف لها سبباً، مثل الزلازل والبراكين والإعصار.. وخوفا أيضا لحساب عسير لما بعد الموت!

وكان زعماء القبائل والكهان والملوك يضحون بشعوبهم فرادى أو جماعات، فى الغزوات والحروب باسم الله مرة والدين مرة وباسم الوطن مرات.. والشعب فى مصر، مثل كل شعوب العالم، قدم على مدى تاريخه تضحيات غالية للآلهة والملوك والولاة والسلاطين والرؤساء.. على أمل أن تكون تضحياتهم، ومعظمها بأرواحهم، وبعضها بممتلكاتهم، فداءً لبقاء هذه الدولة موطنا آمنا لهم ولأبنائهم فى المستقبل!

ولكن ما جرى يصعب السكوت عليه.. ظل القادة والكهان يطالبون الشعب بالتضحية للحفاظ على هذه الأرض، من غزوات الهكسوس والبطالمة والرومان، ومن العرب والعثمانيين والفرنسيين والإنجليز والإسرائيليين.. حتى وصلنا إلى التضحية بأجمل الشباب وأفضلهم لمواجهة المستبدين فى الحكم والمتطرفين فى الدين!

ألم يأت الوقت لأن يضحى القادة من أجل الشعب؟!.. أو على الأقل التضحية بالفاسدين والمفسدين الذين أفسدوا الحياة على هذا الشعب الطيب؟!.. أو على الأقل تقديم أضحية لهم بأسعار مناسبة من الإبل أو البقر أو الغنم.. وليس من الحمير؟!