عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة البداية

حلت منذ عدة أيام الذكرى الرابعة لوفاة جنرال الكرة المصرية محمود الجوهرى، أبرز وأهم مدربى كرة القدم فى ربع القرن الأخير، محلياً وعربياً وأفريقياً، والذى وضع كرة القدم المصرية على طريق العالمية عام 1990 بعد أن تحقق الحلم على يديه الذى انتظره المصريون طويلاً وهو التأهل للمونديال.

الجوهرى علامة فارقة فى تاريخ كرة القدم المصرية، وصانع النجوم الذى وصل لكأس العالم بمجموعة لاعبين أقل فنياً من كل الأجيال التى سبقتهم ولكنه عوض كل ذلك بفكره وإمكانياته العالية كمدرب عالمى وبقدرته على استخدام سلاح الروح المعنوية التى حقق بها ما يشبه المستحيل فى إيطاليا عندما واجه الطاحونة الهولندية وأحرجها أمام العالم كله، وتحدى المنتخب الأيرلندى العنيد، وصمد أمام الإنجليز رغم الخسارة بهدف خاطف.

أتذكر فى إيطاليا دهشة كل خبراء اللعبة من طريقة قيادة الجوهرى للفراعنة والروح العالية التى يؤدى بها المصريون الذين كسر بداخلهم حاجز الخوف، فلم يعد اللاعب المصرى يخشى مواجهة الكبار فى عالم الساحرة المستديرة، فكانت هذه النقطة أهم الإيجابيات التى تحققت على يد هذا المدرب العالمى، حتى الذين انتقدوا الطريقة الدفاعية التى كان يركز عليها فى بعض المواجهات كان رده عليهم بأن المدرب يوظف ما لديه من إمكانيات مهما كان حجمها، والدفاع ليس عيباً إذا نجح فى تحقيق الهدف حتى لو كانت الطريقة غير ممتعة.

دروس كروية وإنسانية كثيرة تعلمها كل من اقترب وتعايش مع هذا الرجل، الإصرار والعزيمة والروح القتالية والكفاح والأداء المشرف وعدم الاستهانة بالمنافس والقتال حتى النفس الأخير والجدية والالتزام والحزم كلها معان تعيش أدق تفاصيلها وأنت تتعامل معه.

وأبرز ما لمسته فى الجنرال الراحل الذى لا يغيب رغم أنه رحل عن دنيانا منذ 4 سنوات هو حبه وانتماؤه الشديد لمصر ورغبته فى الوصول للعالمية لرفع اسم مصر عالياً، وهو أول من لفت الأنظار إلى المدرب الوطنى ورفع أسهمه وسعره فى بورصة المدربين.

ونجح فى العديد من الدول العربية وأبرز تجاربه ما حققه مع الكرة الأردنية التى وضع حجر الأساس فيها لكرة قدم عالمية ومتطورة أشاد بها كل المسئولين فى المملكة الهاشمية التى تحتفى به وتخلد ذكراه ربما أكثر من مصر.

أتمنى من اتحاد الكرة الجديد وعلى رأسه المهندس هانى أبوريدة إحدى العلامات المميزة فى مجال الإدارة الكروية، أتمنى أن يحيى ذكرى الجنرال خلال هذا الشهر حتى تستفيد الأجيال التى لم تعرف الجوهرى حجم وقيمة هذا المدرب العملاق ومدى تأثيره على مسيرة الكرة المصرية التى رفع العالم لها القبعة فى مونديال إيطاليا الذى كان أهم المحطات الكروية التى عشناها، وأسعدت كل المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع والميادين فى واحدة من أسعد الأيام التى مرت على الشعب المصرى.. رحم الله الجنرال الذى لا يغيب بقدر السعادة والفرحة التى دخلت قلب كل مصرى لحظة انتهاء مباراة مصر والجزائر باستاد القاهرة وأعلن بعدها تأهل الفراعنة لمونديال إيطاليا 90، الحلم الذى تحقق بعد غياب وما زلنا ننتظر تكراره!!

[email protected]