عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

إذا أردت أن تصبح «إذ فجأةً» مشهورًا، كطفرة شاذة ظهرت على السطح بين فقاعات أخرى طافية الآن فى حياتنا.. سواء كنت تتخبط فى سنة أولى سياسة أو «كى چى وان» إعلام، ليس عليك إلا أن تكون صفيقًا.. سليط اللسان.. فاجرًا فى تصريحاتك.. فاتحًا صدرك بلا خجل وطايح فى خلق الله من أعلاهم لأسفلهم بلا رادع، ويا ريت لو قلت تيمنا بأحدهم أن سيديهات أمهات كل المصريين عندك وبلاويهم الأخلاقية مسجلة فى درج مكتبك.. أى كن ببساطة بلطجيا، وابدأ مشوار حياتك السياسى أو الإعلامى بشائعة أو كذبة، أو حتى فضيحة.. لا يهم المهم أن الأضواء ستسلط عليك، وستتلقفك وسائل الإعلام وتتخاطفك القنوات الفضائية، ستستضيفك وتدفع لك إن كنت سياسيا، وستشغلك بالملايين وتعتبرك «فلتة زمانك» إن كنت إعلاميا، وإياك إياك أن تفقد خيوط اللعبة من أصابعك، إياك أن تحايد أو تعتدل أو تعود للصواب والموضوعية، إياك أن تصير إنسانا محترما ووقورا أو حكيما فى كلماتك، وليتك تهرطق أيضا بما هو ضد الدين فتطعن فى أسانيد القرآن والسنة، وتفتى فى أسس الشريعة، ساعتها ستحقق الشهرة من أقصر الطرق وأوسع الأبواب.

حين أتأمل الكثير من ساساتنا الحاليين أو من رحلوا من الواجهة واختفوا من الصورة بعد صعود وتألق فى مرحلتهم، أجد أن هؤلاء برعوا فى البلطجة السياسية.. وفى البلطجة على الشعب.. بما فى ذلك سرقة ونهب أموال الدولة والشعب بكل جبروت وغطرسة بلا استحياء أو خوف من الله أو القانون، وكأنهم ملاك هذا الوطن، أو ظل الآلهة فى الأرض، وحين رحلوا أو سقطوا وتكشف فسادهم، وعدهم الشيطان أيضا بمن يقف بجانبهم فى الظلم والفساد من فئة من رجال القانون الفسدة المتحايلين على القانون والنافذين من ثغراته لتبرئة ساحتهم الموصومة بالعار، ولإنقاذهم بما نهبوه وسرقوه وأفسدوه كما تخرج «الشعرة من العجين»، وهكذا أنقذ بلطجية القانون بلطجية الساسة، وكان مصر شعبها الضحية لهؤلاء.

أما نحن الإعلاميين فحدث ولا حرج، بيننا أصحاب الأبواق النحاسية والكلمات المزيفة الرنانة والأصوات العالية عبر الشاشات، أصحاب الألفاظ الجارحة التى يعف عنها اللسان، من يحتقرون كل ما عداهم ولا يحترمون رأى غيرهم ولا يستمعون إلا لأنفسهم، مروجو الأكاذيب والشائعات، والمتطاولون على الشعب وهيبة الدولة، ومدعو العلم وأسرار أمن الدولة وصناديقها السوداء، وتلك الفئة منا هى التى تشتهر، وتقفز فجأة من ظلام المجهول إلى الساحة المضيئة، فأثروا ببلطجتهم وحققوا ما لا يمكن أن يحققه أى إعلامى سواء كان صحفيا أو تلفزيونجيا أو إذاعيا شريفا من شهرة ومال، وللأسف هؤلاء يظهرون فى كل عهد لا يختفون ولا يتوارون ولا يخجلون أبدا، بل يعودون دوما فى «نيو لوك» جديد.

قانون للعيب، نحن نحتاج يا سادة إلى قانون للعيب، ولكنه أبدا لا يكون كالقانون الذى حاول الرئيس الراحل السادات إقراره لمصادرة الحريات والتنكيل بالمعارضة، بل نحتاج لقانون العيب يحاكم البلطجة التى تحاول ان تفرضها فئات من النخبة على صفوف الشعب، نحتاج إلى قانون للعيب يحيل هؤلاء إلى محكمة القيم، فما أحوجنا لمحاربة البلطجة الأخلاقية التى صارت أيديولوجية ومنهجا لأعداد لم تعد قليلة من الساسة والإعلاميين، نحتاج إلى الرجوع لأخلاق القرية، فهؤلاء مفترض أنهم القدوة.. فما بال القدوة وقد تحولت الى بلطجة وفتونة.. وللحديث بقية.